الناتو يفصل مهامه ومستوى التعاون القائم مع الحكومة العراقية
فصل حلف شمال الأطلسي (NATO)، اليوم الأربعاء، مهامه في العراق، ومستوى التعاون القائم بين بعثته والحكومة العراقية، فيما أوضح بشأن المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف والمجال الزماني لمهامه في البلاد.
وقال مساعد الأمين العام لحلف الناتو لشؤون العمليات، توماس كوفوس، خلال مقابلة أجرتها معه الوكالة الرسمية، إن “حلف الناتو، ملتزم تماماً بعمله المستمر في العراق، ولا سيما من خلال بعثة الناتو في العراق، والمعروفة أيضا باسم (NMI) والتي يقودها حالياً الفريق الإيطالي الجنرال جيوفاني إيانوتشي”.
وأضاف كوفوس، أن “بعثة الناتو في العراق، تمثل أساساً للمشاركة في مكافحة الإرهاب”، موضحاً أن “بعثة الناتو في العراق استشارية غير قتالية، تساعد العراق في بناء مؤسسات وقوات أمنية أكثر استدامة وشفافية وشمولية وفعالية، وتمكن العراقيين من تحقيق الاستقرار في بلدهم، ومحاربة الإرهاب، ومنع عودة عصابات داعش الإرهابية”.
مهام الناتو بالعراق
يؤكد كوفوس، أنه “من المهم تسليط الضوء على بعثة الناتو في العراق، والتي تم إرسالها بناءً على طلب وبناء على دعوة من حكومة العراق في عام 2018، فبعثة الناتو في العراق هي مهمة غير قتالية واستشارية ولبناء القدرات مصممة لمساعدة العراق في بناء مؤسسات وقوات أمنية أكثر استدامة وشفافية وشمولية وفعالية، حتى يكونوا هم أنفسهم قادرين على تحقيق الاستقرار في بلدهم، ومحاربة الإرهاب، ومنع عودة داعش”.
وأردف بالقول: “لتحقيق ذلك، تقدم بعثة الناتو الاستشارة والنصح إلى مسؤولي الدفاع والأمن العراقيين المعنيين في وزارة الدفاع، ومكتب مستشار الأمن القومي، ومركز العمليات الوطنية لرئيس الوزراء، كما تقدم البعثة الاستشارات لمؤسسات التعليم العسكري المهنية في بغداد”.
وأشار إلى أن “السلطات العراقية حددت عدداً من الأهداف الأساسية للتعاون مع بعثة الناتو في العراق، وهي تشمل التثقيف الأمني، واللوجستيات، والدفاع السيبراني، والمرأة، والسلام والأمن، والحكم الرشيد، ولا يندرج توفير الأسلحة ضمن بعثة الناتو في العراق”.
وواصل حديثه: “كما تقدم شراكة العراق مع الناتو فرصاً إضافية للعراق للدخول في شراكة مع 30 دولة وثلاثة شركاء يشكلون الدول المساهمة بقوات بعثة الناتو في العراق”.
ويشير كوفوس، إلى أن “أهم ميزة توفرها بعثة الناتو في العراق، هي دور تقديم المشورة لقوات ومؤسسات الأمن العراقية وفقًا للاتفاق مع الحكومة العراقية”، مبيناً أن “بعثة الناتو في العراق حالياً لا توفر الأسلحة وتبقى مهمة غير قتالية حالياً، وتركز البعثة على عدد من المجالات المتفق عليها مع نظرائنا العراقيين، بهدف جعل القوات والمؤسسات الأمنية في البلاد أكثر فاعلية واستدامة على المدى المتوسط إلى المدى البعيد”.
أهمية مهام الحلف بالعراق
يوضح مساعد الأمين العام لحلف الناتو لشؤون العمليات، أن “مهمة حلف الناتو مهمة للعراق، لأنها تستجيب لطلب الحكومة العراقية، وتدعم قوات الأمن العراقية والمؤسسات، وتعزز السيادة العراقية من خلال كونها تستند على الموافقة العراقية”، مردفاً بالقول: “وفي المحصلة، لدينا إيمان قوي بأن الأمن الذي يقوده العراق يساعد في بناء الاستقرار في المنطقة، ويساعدنا جميعاً على أن نكون أكثر أمناً”.
ولفت إلى أن “بعثة حلف شمال الأطلسي تقدم مهارات الحلف في تقديم المشورة وبناء القدرات حتى تتمكن المؤسسات الأمنية العراقية وقواتها من تعزيز جهودها ضد الإرهاب، من خلال تطوير قوات ومؤسسات وهياكل أمنية وطنية فعالة ومستدامة”.
وتابع: “نحن نقدم المشورة لكبار القادة، ونشارك أفضل الممارسات والخبرات، وندعم العمليات التي يقودها العراق لتخصيص الميزانية والبرمجة، ومكافحة الفساد، وتمكين التحديث التنظيمي، كما أن الدعم المقدم لزيادة دور المرأة يعد جزءاً لا يتجزأ من الجهود المقدمة”.
وأشار إلى أن “بعثة الناتو في العراق، تقدم المشورة على المستوى المؤسساتي، مثل وزارة الدفاع ومراكز وأكاديميات التعليم العسكري العالي”.
توسيع المهام
يقول كوفوس: “في فبراير 2021، بناءً على طلب من الحكومة العراقية، قرر وزراء دفاع الناتو توسيع مهمتنا، وسيكون هذا التوسيع تدريجياً بناءً على طلب العراق وبموافقة كاملة من حكومته، ويتم إجراؤه مع الاحترام الكامل لسيادة العراق وسلامته الإقليمية”.
ويضيف: “حالياً، تم تعيين عدة مئات من الأفراد من 30 عضواً في الناتو وثلاث دول شريكة (أستراليا، فنلندا، والسويد) في بعثة الناتو في العراق، وسيستمر التوسيع، وسيستند إلى عملهم الناجح في إطار مهمتنا”.
وأوضح: “ينصب تركيزنا الآن على التنفيذ اليومي لمهمتنا في هذا الصدد، وكان أحد الإنجازات الأولى والأكثر أهمية التي حققتها مهمتنا بالتعاون مع الزملاء العراقيين، هو الاتفاق وتقنين الأهداف الأساسية للتعاون بين الجانب العراقي وبعثة الناتو في العراق، وهذا يسمح لنا بمواءمة خبرتنا مع المجالات التي حددها شركاؤنا العراقيون على أنها مجالات بحاجة إلى التحسين”.
وأكمل: “حتى الآن تشمل هذه المجالات التعليم الأمني، واللوجستيات، والتدريب السيبراني، والتدريب المنهجي، وتطوير كادر من ضباط الصف، ويركز تعاوننا أيضاً على تطوير المفاهيم المؤسساتية المهمة، مثل المساءلة وقدرة الخدمات المختلفة على العمل معاً بطريقة منسقة وفعالة”.
المجال الزماني لمهمة الناتو بالعراق
يكمل كوفوس، حديثه قائلاً: “مهمتنا قائمة على الظروف، وليس لها تأريخ نهاية محدد مسبقاً، وسنستمر في العمل بناء على طلب العراق وفي ظل الاحترام الكامل لسيادة العراق وسلامة أراضيه”.
وأضاف، أن “أي توسيع مستقبلي للبعثة سيعتمد على طلب العراق وعلى قرار في الناتو يتخذ بتوافق الآراء من قبل جميع الحلفاء الممثلين في مجلس شمال الأطلسي، وهي هيئة صنع القرار في الناتو”.
وأعرب، عن أمله في أن “يستمر التعاون والتنسيق مع النظراء العراقيين لإنجاز العمل الممتاز الذي تم تحقيقه بالفعل”، مؤكداً أن “الناتو لا يزال ملتزماً بتفويض بعثة الناتو في العراق من أجل مستقبل مستقر وآمن للعراق”.
مستوى التعاون المشترك
وحول مستوى التعاون بين العراق وبعثة الناتو، قال كوفوس، إن “مستوى تعاوننا ممتاز وبالطبع نواصل تكييف الشراكة والبحث عن المزيد من الفرص، ونرحب بدعم الحكومة العراقية والتعاون القوي عبر مجموعة من الأهداف التي تم تحديدها بشكل مشترك من قبل الناتو والعراق”.
ورحب، بتنصيب الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد”، معرباً عن “تطلعه إلى “استمرار التعاون الممتاز بين الناتو والعراق”.
وأكد، أن “الناتو سيواصل دعم الجهود العراقية لتحقيق الاستقرار في العراق ومحاربة الإرهاب ومنع عودة داعش”، مشيراً إلى أن “الهدف الأساسي لبعثة الناتو في العراق هو دعم المؤسسات والعمليات العراقية، بحيث يصبح قطاع الأمن والدفاع العراقي بأكمله أكثر فاعلية واستدامة، وكما أكد وزراء دفاع الناتو في اجتماعهم في وقت سابق من شهر أكتوبر، بإننا لا نزال ملتزمين بشدة لمواصلة العمل عن كثب مع شركائنا العراقيين في مجالات مثل مكافحة الإرهاب وبناء القدرات”.
المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو
يؤكد كوفوس، أن “قادة الناتو اعتمدوا مفهوماً استراتيجياً جديداً في قمة مدريد في حزيران الماضي، إذ يعد هذا المفهوم الاستراتيجي أحد أهم وثائق الحلف كونه يحدد أولويات التحالف ومهامه الأساسية ومقارباته للعقد القادم”.
وبين، أن “هذا المفهوم يصف البيئة الأمنية التي تواجه الحلف، ويعيد تأكيد قيمنا، ويوضح الهدف الرئيس لحلف الناتو المتمثل في ضمان دفاعنا الجماعي، كما ينص على أن تغير المناخ هو تحدي عصرنا الحالي”.
ونوه إلى أن “العراق يحتل المرتبة الخامسة في قائمة الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ، وفقا للأمم المتحدة”، مبيناً أن “العراق يعاني من موجات جفاف طويلة، وعواصف ترابية متكررة بشكل متزايد، والناتو على استعداد لمناقشة سبل التعاون بشأن هذه المسألة الهامة مع نظرائه العراقيين”.
وأكد، أن “الناتو ملتزم بالقيام بدوره في التخفيف من تأثير تغير المناخ على أمننا في قمة مدريد، ووافق الحلفاء على منهجية جديدة لرسم خريطة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري جراء الممارسات العسكرية ووضع أهداف ملموسة لخفض انبعاثات الناتو”.
وتابع: “هدفنا هو خفض الانبعاثات من قبل هيئات وأوامر الناتو بنسبة 45٪ على الأقل بحلول عام 2030، والتحرك نحو خفضها وصولاً إلى نسبة الصفر بحلول عام 2050، ويُظهر تحليلنا أنه يمكننا أن نهدف إلى تخفيضات بنحو 4% على أساس سنوي، وهي خطوة مهمة لتحالفنا”.
وأكمل: “لا يمكننا الاختيار بين وجود جيوش خضراء وجيوش قوية، يجب أن يدمج كلا المفهومين كمفهوم واحد، ويجب أن نحافظ على فعاليتنا العملياتية واستعدادنا، بينما نواصل التكيف”.