غلاء المعيشة يدفع 4.5 ملايين بريطانيًا لمغادرة بلادهم
سلط تقرير الضوء على استعداد ملايين البريطانيين لمغادرة المملكة المتحدة إلى خارج بلادهم بسبب غلاء المعيشة.
قناة “ناس” على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
وذكر التقرير الذي أعده موقع “العرب في بريطانيا” وتابعه “ناس”، (17 تشرين الأول 2022)، أن ما يُقدَّر بنحو 4.5 ملايين شخصا فكروا في مغادرة البلاد هذا العام إثر غلاء المعيشة، في ما سرد قصص ثلاثة بريطانيين غادروا من المملكة المتحدة وانتقلوا إلى الخارج، مبينا كيف سارت الأمور معهم.
وأدناه نص التقرير الكامل:-
سئم البريطانيون من تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة، فظهر ما يُعرَف بالهجرة العكسية. 4 ملايين مواطن يستعدون لمغادرة بريطانيا إثر غلاء المعيشة!
ما يُقدَّر بنحو 4.5 ملايين منا فكروا في مغادرة البلاد هذا العام! نتحدث إلى الأشخاص الذين غادروا:
إذا كنت تحس بأن الحياة في المملكة المتحدة تشعرك بالإرهاق -وخصوصًا في الوقت الحالي- فأنت لست وحدك. من سوق الإيجار المعطل إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، والحكومة التي يبدو أنها تتغير كل 5 ثوان، لذا فإن العناوين الرئيسة ليست مبهجة أبدًا!
إذن ليس مستغربًا أن يفكر نحو 4.5 ملايين بريطاني في الانتقال إلى الخارج في سبيل الوصول إلى حياة أفضل. ووفقًا لدراسة في يوليو قال 3 في المئة من البريطانيين: إنهم يخططون للانتقال إما في العام المقبل أو العامين المقبلين، أي ما يعادل مغادرة أكثر من 380 ألف عامل بريطاني البلاد بطريقة جماعية.
قد لا يكون الانتقال إلى الخارج سهلًا كما كان في السابق، ولكن مع تقديم مزيد من البلدان تأشيرات رقمية -كالبرتغال وكولومبيا ومالطا- فقد بدأت حقبة جديدة تمامًا من العمل. وعلينا أن نعترف بأن العمل عن بُعد من مساحة عمل مشتركة تطل على الشاطئ في بالي يبدو أكثر جاذبية الآن من شقتك الباردة في هاكني. نتحدث إلى ثلاثة بريطانيين غادروا من المملكة المتحدة وانتقلوا إلى الخارج لمعرفة كيف سارت الأمور معهم.
“انتقلت إلى أمستردام منذ سبعة أشهر. لقد عشت في لندن 8 سنوات وخططت للمغادرة على أي حال، لذلك عندما حصل شريكي على وظيفة هنا، تحمسنا للقيام بهذه الخطوة. أسعار الإيجار هنا باهظة الثمن بالنسبة إلى هولندا، ولكنك تحصل على الكثير مقابل دخلك مقارنة بالعودة إلى الوطن. نحن نعيش مباشرة في وسط حزام القناة في شقة بحجم ضعف سريرنا الفردي في كلافام الذي شُغل أسفل ومقابل موقع البناء. تكلفته 300 باوند فقط كل شهر”.
يضيف كاسي، وهو مدير تسويق يبلغ من العمر 27 عامًا: “ليست المسألة مجرد إيجار أرخص، فالجميع يتنقلون بالدراجة. وإذا كنت تسافر من مسافة تزيد عن 5 كيلومترات للوصول إلى العمل، ففي الغالب يدفع أصحاب العمل تكلفة نقلك. لا تدور الحياة الليلية على الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، بل يوجد مجتمع وافد ضخم لذا من السهل جدًّا تكوين صداقات. شخص يغادر دائمًا، ويصل أشخاص جدد دائمًا. يحاول الناس دائمًا تجديد مجموعة صداقتهم. أنا أيضًا أشعر بالسعادة هنا عمومًا. لقد كنت أشعر بعدم الأمان في لندن، ولكي أكون صادقًا أعتقد أنني حاولت اظهار أنني لا أعبأ بذلك كثيرا كي أحافظ على سعادتي. هنا يمكنني المشي إلى المنزل في الثالثة صباحًا وأشعر بالأمان التام. أعتقد أننا سنبقى 5 سنوات على الأقل ونحاول تطوير عملنا في سلم العقارات”.
“كنت أتنقل كثيرًا عندما كنت أصغر سنًّا، لكن لندن كانت دائمًا هي المنزل. بعد أن أنهيت الدراسة في الخارج في فيينا، أردت العودة إلى الوراء، لكن ذلك لم يكن منطقيًّا، إذ سيكون الانخفاض في مستوى معيشتي كبيرًا جدًّا. لذلك انتقلت إلى دوسلدورف في ألمانيا بدلًا من ذلك. نواجه هنا أيضًا مشكلات مع أسعار الغاز، ولكن إذا كنت تعيش في شقة مثلي، فهي أرخص بكثير من المنزل. أدفع الآن 40 يورو شهريًّا لفواتير الطاقة، لذا حتى لو تضاعفت ثلاث مرات، فستظل نحو 100 باوند شهريًّا”.
يضيف روبرت، وهو عامل بناء صناعي يبلغ من العمر 30 عامًا: “يشعر المجتمع هنا بمزيد من المساواة، فحقوق المستأجرين أقوى بكثير. على سبيل المثال: لا يوجد تاريخ انتهاء لعقد الإيجار، الأكل في الخارج أرخص. والذهاب لتناول المشروبات أرخص… إنها مدينة عالمية للغاية ومتصلة. ساعتان إلى أمستردام وساعتان إلى بروكسل ونصف ساعة إلى كولونيا. وتوجد دُور سينما ناطقة باللغة الإنجليزية، وألعب في فريق كرة قدم خماسي يتحدث الإنجليزية يوم الأحد”.
“أنا من كيلوينينج خارج غلاسكو، لكنني تنقلت كثيرًا في السنوات الأخيرة، إلى برشلونة ومانشستر والبرتغال. عشت في كيب تاون من مايو إلى يوليو من هذا العام، والآن أتطلع إلى الانتقال إلى هناك بدوام كامل والحصول على تأشيرة عمل. جودة الحياة أفضل بكثير؛ فأنت تحصل على أشعة الشمس على مدار السنة، وتحصل على الكثير مقابل نقودك. بدأت العيش في شقة بنتهاوس فاخرة في المركز وكان السعر 1200 باوند شهريًّا مع الفواتير، ثم انتقلت إلى الضواحي مع صديقتي، ودفعنا ما بين 200 إلى 300 باوند شهريًّا. أصبحت الأنشطة مثل: اليوجا والمشي لمسافات طويلة والسباحة والتجديف بالكاياك والوخز بالإبر جزءًا من حياتي اليومية المعتادة التي لم يعتدها الناس أبدًا في المملكة المتحدة”.
“لا تبعد كيب تاون عن ها سوى ساعة واحدة فقط، واللغة الإنجليزية هي السائدة، لذا فالمكان هنا جيد للعمل عن بُعد. استغرق الأمر بعض الوقت للتعود على المصاعب اليومية، ولا سيما لدى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء المدينة، حولي أربع مرات في اليوم. أمر غير مريح بالتأكيد ، ولكن يمكنك التخطيط مسبقا للنشاطات اليومية، وشراء بطارية لاستخدامها عند انقطاع التيار الكهربائي” كنت أحمل هم البقاء هنا فترة أطول لكن السلطات ستبدأ العمل بالتأشيرة الرقمية قريبا ما يسهل الأمور كثيرا على الناس.