هل تأثرت روسيا بالعقوبات وما حجم الخسائر؟
مجلة “فوربس” قالت في تقرير لها، نشر مؤخراً، إن روسيا خسرت منذ بداية الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي، حتى 24 أغسطس (آب) من نفس العام 16.56 مليار دولار نتيجة فقدها أكثر من 121 ألف قطعة من المعدات العسكرية.
الخسارة الأكبر بالنسبة لموسكو، تمثلت في فقدانها السفينة الحربية “موسكفا” التي تقدر قيمتها بحوالي 750 مليون دولار، في حين سبق لمجموعة “سيتي” الأمريكية للخدمات المالية، أن قالت إن حرب روسيا على أوكرانيا تكلف الأولى من 250 إلى 300 مليون دولار يومياً.
يوم الأربعاء الماضي نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال كلمة له في المنتدى الاقتصادي في فلاديوفستك في أقصى شرق روسيا، وجود أي تأثير للعقوبات الغربية على بلاده. وقال “أنا متأكد من أننا لم نخسر أي شيء ولن نخسر أي شيء”. وأضاف بوتين “الشيء الرئيسي الذي نسعى لتحقيقه هو تعزيز سيادتنا، وهذه هي النتيجة الحتمية لما يحدث الآن”.
يقول المحلل في “واشنطن بوست” آدم تايلور في تقرير نشر قبل أيام، برغم العقوبات الهائلة المفروضة على موسكو، يجادل الناس في روسيا بعدم شعورهم بأثر تلك العقوبات الغربية.
على سبيل المثال، تقول الروسية ناتاليا نيكونوفا البالغة من العمر 44 عاماً لمراسل من صحيفة “نيويورك تايمز” خلال عرض عسكري عقد في الميدان الأحمر بموسكو: “لم يتغير شيء حقاً”. و”بالتأكيد، ارتفعت الأسعار، لكن يمكننا تحمل ذلك”.
يوليا البالغة من العمر 18 عاماً قالت لمراسل “التايمز”، “أُغلقت بعض المتاجر بسبب العقوبات، وهو أمر محبط لنا ولكنه ليس بهذا السوء”، مشيرة إلى متجر قريب كان معروفاً في السابق ببضائعه الفاخرة.
بدائل
حتى أن بعض المتسوقين وجدوا طرقاً للالتفاف على العقوبات الغربية من خلال زيارة الجارة بيلاروسيا المتحالفة مع موسكو. وتؤكد المديرة التنفيذية في وكالة “فاميلي ترافيل” بمنطقة أرخانجيلسك يلينا شيتيكوفا، لصحيفة “موسكو تايمز”: “العلامات التجارية مثل H&M وBershka وPull & Bear غادرت روسيا لكن يمكننا أن نتشريها ونرتديها بكل سهولة، هي موجود في الجوار في بيلاروسيا”.
وبحسب تايلور، يبدو أنه حتى “الأوليغارشية” الروسية، تأقلمت مع العقوبات الغربية ووجدت حلولها المناسبة. وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” بعد التحدث إلى 7 أباطرة روس خاضعين للعقوبات: “العديد من الأوليغارشية الذين استمتعوا ذات يوم بقضاء الوقت في الغرب استسلموا الآن للعودة إلى روسيا”. وأضافوا، أن “الباقين في موسكو قبلوا بهدوء بوضعهم الحالي وتأقلموا معه”.
وتعكس الصورة العامة لطبيعة الحياة في موسكو حجم تأثير العقوبات، ومن خلال التجول في المدينة لا ترى أية دلائل على خسائر كبيرة لدى الروس، الشوارع ملأى بالمتسوقين والسعداء، وهذا دليل على أن العقوبات لم تقوض عزيمة موسكو، لكنها في المقابل تمس عصب الحياة في الدول الأوروبية بعد انقطاع الغاز الروسي وارتفاع أسعار الطاقة لمستويات قياسية بحسب “واشنطن بوست”.
أهداف أمريكية
وبحسب الخبراء، فإن الولايات المتحدة والدول الغربية تراهن على عدة عوامل لوقف الحرب الروسية على أوكرانيا، أولها تأفف الرأي العام الروسي من عدم تحقيق انتصار ملموس، وبالتالي تصاعد الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب ورحيل بوتين.
وتأمل الولايات المتحدة وحلفائها، لاستنزاف روسيا عبر إطالة أمد هذه الحرب وجر موسكو نحو أزمات اقتصادية صعبة.
الرد على تلك الأهداف، أتى في استطلاع للرأي أجري بالتعاون بين معهد “كارنيغي” ومركز “ليفادا”، وأكد أن الأغلبية العظمى من الروس يدعمون بشكل مؤكد أو في الغالب أعمال الجيش الروسي في أوكرانيا ونسبة تلك الشريحة 75%. في حين أن 20% لا يدعمون الحرب.