غوتيريش لمجلس الأمن: لا يسعنا التخلي عن شعب سوريا
وينتهي في العاشر من يوليو (تموز) تفويض الأمم المتحدة الذي سمح بتوصيل شحنات من تركيا إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة.
تقول روسيا، حليفة سوريا، إن العملية القائمة منذ فترة طويلة تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وتقول إنه يجب تسليم المزيد من المساعدات من داخل البلاد، مما يثير مخاوف المعارضة من أن الغذاء والمساعدات الأخرى ستقع تحت سيطرة الحكومة.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة نفذت العام الماضي خمس عمليات تسليم من هذا القبيل إلى الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة، لكنها لم تكن “على النطاق المطلوب لتحل محل عملية تسليم المساعدات الضخمة عبر الحدود”.
وأضاف “أناشد أعضاء المجلس بشدة الحفاظ على التوافق بشأن السماح بعمليات عبر الحدود.. فمن الواجب أخلاقياً تخفيف معاناة 4.1 مليون شخص في المنطقة يحتاجون إلى المساعدة والحماية ودعمهم في ضعفهم هذا”.
وأفاد غوتيريش بأن 80 في المئة من المحتاجين للمساعدات في شمال غرب سوريا نساء وأطفال. وتنقل نحو 800 شاحنة شهرياً مساعدات من تركيا في إطار عملية الأمم المتحدة التي طلب غوتيريش تمديدها لعام آخر.
وأبلغت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، التي زارت المعبر الحدودي التركي هذا الشهر، المجلس بأنه يتعين عليه اتخاذ “قرار بالغ الأهمية” وبأن هناك حاجة إلى زيادة المساعدات لا تقليصها.
وقالت “المساعدات عبر الخطوط (الأمامية داخل سوريا) وحدها لا يمكن أن تقترب من تلبية الاحتياجات الماسة على الأرض. يمكن أن تصل إلى الآلاف، ولكن ليس الملايين. هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة”.
وكان مجلس الأمن أجاز في عام 2014 تسليم المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا. لكن روسيا والصين، اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) قلصتا ذلك إلى مجرد نقطة حدودية تركية واحدة.
وتوصلت روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة عام 2021 على تجديد العمليات بالمعبر التركي الوحيد المتبقي بعدما أثار الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكان التوتر محتدماً بين واشنطن وموسكو في ذلك الوقت، لكن الموقف ازداد سوءاً منذ أن غزت روسيا أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط.
ووصف نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي جهود الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى شمال غرب سوريا من داخل البلاد بأنها “مثيرة للشفقة” ويتعين زيادتها.
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إن عملية المساعدة عبر الحدود كانت “ترتيبا استثنائيا” وإنه يلزم الاتفاق على جدول زمني لإنهائها والانتقال إلى عمليات التسليم من داخل البلاد.
وصدور قرار من مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً يستلزم تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية (الفيتو). والدول الخمس هي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.