دولي

تشويه صور النساء على واجهات المحلات بعد خضوع كابول لطالبان

تعرضت صور نساء على واجهات المحلات في كابول للتشويه أو الحجب في علامة على التغير السريع الذي تشهده العاصمة الأفغانية في الأيام التي تلت تولي طالبان زمام الأمور فيها.

سيطر مقاتلو طالبان على المدينة الأحد بعد هجوم خاطف سقطت خلاله معاقل الحكومة السابقة في جميع ولايات البلاد الواحد بعد الآخر في غضون 10 أيام.

ومع تقدم هذه القوات تزايد القلق في المناطق التي كانت تتجه نحوها حيث يخشى الأفغان تكرار المعاملة القاسية والوحشية التي تعرضت لها النساء في ظل حكم طالبان السابق.

في العقدين الماضيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بذلك النظام في 2001، انتشرت المئات من صالونات التجميل في أنحاء كابول تبيع أدوات الزينة، وخدمات الماكياج، وطلاء الأظافر، لنساء نشأن وهن مضطرات على إخفاء كل شبر من أجسادهن عن الأنظار.

ومع اقتراب قوات طالبان من العاصمة، بدأ أحد هذه المتاجر على الأقل في تبييض جدرانه الخارجية لتغطية الإعلانات التي تظهر وجوه نساء مبتسمات في ملابس الزفاف.

والثلاثاء، شوهدت جدران صالون آخر مغلق، وقد رُشت بطلاء أسود لإخفاء عارضاته المبتسمات، بينما مر أمامه مقاتل من حركة طالبان وبندقيته على كتفه.

لا يريدون للمرأة أن تعمل
خلال حكمهم بين 1996-2001، حرم طالبان الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والنساء من مخالطة الرجال، ورجموا متهمات بالزنا حتى الموت. وشكلوا شرطة دينية للقضاء على ما يعتبرونه “رذائل”. ولكن بعد عودتها إلى السلطة، تعهدت طالبان باحترام حقوق المرأة، وفق ما تمليه الشريعة.

وقال متحدث باسم الحركة في قطر لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إنه لن يُطلب من النساء ارتداء البرقع الذي يغطي كامل الجسم والوجه، دون أن يذكر الملابس المقبولة.

كما قال سهيل شاهين إن الحركة ستسمح للنساء بالالتحاق بالجامعات.

وقال متحدث آخر باسم طالبان، إن الحركة “ملتزمة بالسماح للمرأة بالعمل وفقا لمبادئ الإسلام” دون تقديم تفاصيل.

لكن الأفغان والمجتمع الدولي يشككون في مثل هذه الوعود.

وإذ ترافق تقدم طالبان مع تقارير عن تزويج فتيات وأرامل قسراً من مقاتلي الحركة، نفى متحدث باسمها تلك التقارير ووصفها بـ “دعاية سامة”.

ونظمت تظاهرات في مدن حول العالم دعماً للمدنيين الأفغان وللنساء والفتيات خاصةً.

وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بياناً مشتركاً قالت فيه إنها “تشعر بقلق عميق على النساء والفتيات الأفغانيات” وحثت النظام الجديد على ضمان سلامتهن.

وقالت صاحبة صالون تجميل في كابول الشهر الماضي، إنها تتوقع إجبارها على إغلاق محلها، إذا عادت طالبان إلى السلطة.

وقالت فريدة التي طلبت حجب اسمها الكامل: “إذا عادوا، لن نتمتع أبداً بالحرية التي نتمتع بها الآن. إنهم لا يريدون للمرأة أن تعمل”.

زر الذهاب إلى الأعلى