دولي

الصين ترهب تايوان بالغزو و”الكتاب الأبيض”

وعدت الصين بألا تترك “أي هامش مناورة” لمؤيدي استقلال تايوان، مؤكدة أن “استخدام القوة” لاستعادة الجزيرة ما زال مطروحاً “كملاذ أخير”، وهددت بكين اليوم الأربعاء باستخدام القوة في حال فشل الحل السلمي مع تايبيه، ووعدت بمستوى عال من الحكم الذاتي إن توحدت مع بكين.

وفي الوقت الذي تواصل بكين تدريباتها العسكرية حول الجزيرة، وقالت قيادة العمليات الشرقية بجيش التحرير الشعبي في حسابها الرسمي على موقع “ويبو”: إن “قواتها ستراقب عن كثب تغيرات الأوضاع في مضيق تايوان، وستقوم بدوريات بانتظام وستواصل تنفيذ التدريبات العسكرية حتى تكون جاهزة للقتال”.

وقال الجيش الصيني: إنه “أتم بنجاح” مهام مختلفة حول تايوان بعد نحو أسبوع من التدريبات.

تحذير جديد
ويأتي هذا التحذير الجديد بعد مناورات عسكرية صينية مكثفة جرت في الأيام الأخيرة حول الجزيرة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه.

واعتبرت بكين “استفزازاً”، زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة في الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت عدم إقامة علاقة رسمية مع أراضي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.


الكتاب الأبيض

ونشر “مكتب شؤون تايوان” الهيئة الحكومية الصينية “كتاباً أبيض” اليوم يشرح بالتفصيل كيف تخطط بكين لاستعادة السيطرة على الجزيرة خصوصاً عبر حوافز اقتصادية.

وجاء في الوثيقة التي تبدو أقرب إلى يد ممدودة للسلطات التايوانية “نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة (للتعاون) من أجل تحقيق إعادة توحيد على نحو سلمي”، لكنها أضافت “لن نترك أي هامش مناورة للأعمال الانفصالية التي تهدف إلى استقلال زائف لتايوان، أياً كانت”.

وتعتبر الصين تايوان التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 مليون نسمة جزءا لا يتجزأ من أراضيها لم تنجح بعد في إعادة توحيده مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.

وخلال 7عقود، لم يتمكن الجيش الشيوعي من استعادة الجزيرة التي بقيت تحت سيطرة جمهورية الصين – النظام الذي حكم في الماضي الصين القارية ولا يحكم سوى تايوان اليوم.

وقالت بكين في “كتابها الأبيض” وهو الأول حول هذا الموضوع منذ العام 2000،”لسنا ملتزمين بالتخلي عن استخدام القوة”، لكنها أوضحت بعد ذلك أنه “يمكن استخدام القوة كملاذ أخير، في ظروف قاهرة. سنضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة استفزازات الانفصاليين أو قوى خارجية إذا تجاوزوا خطوطنا الحمر”.

ويتضمن الكتاب الأبيض وعوداً بازدهار اقتصادي بعد “إعادة التوحيد”، إذ تقترح الصين تعزيز العلاقات الثقافية وفي مجال الضمان الاجتماعي والصحة وحتى تعزيز “التكامل” الاقتصادي بشكل أفضل خصوصا عبر “سياسات تفضيلية”.

ويؤكد النص أنه “بوجود وطن قوي يعتمد عليه، سيكون مواطنو تايوان أقوى وأكثر ثقة وأكثر أمانًا وسيحظون بقدر أكبر من الاحترام على الساحة الدولية”.


استمرار المناورات

وفي الأثناء، قالت مصادر مطلعة إن سفن البحرية الصينية واصلت تدريباتها قبالة السواحل الشرقية والغربية لتايوان صباح اليوم، حيث تستمر بكين في مناوراتها العسكرية احتجاجاً على زيارة بيلوسي للجزيرة.

وأجرى الجيش الشيوعي أكبر تدريبات عسكرية على الإطلاق حول تايوان في الأيام الأخيرة. وقد تدرب خصوصاً على تطويق الجزيرة بمشاركة طائرات وسفن وإطلاق صواريخ بالستية. كان من المقرر أن تنتهي هذه المناورات الأحد الماضي لكنها استمرت الإثنين والثلاثاء.

وأظهر تسجيل مصور بثه تلفزيون الصين المركزي الحكومي اليوم طائرات مقاتلة صينية تتزود بالوقود في الجو وسفناً تابعة للبحرية فيما قالت إنها تدريبات حول تايوان.

وقالت قيادة العمليات الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني إن “التدريبات ركزت على عمليات الحصار وإعادة الإمداد اللوجيستي”.

وقال مصدر مطلع إن “نحو 20 سفينة تابعة للبحرية الصينية والبحرية التايوانية ظلت حتى صباح اليوم قريبة من الخط الفاصل لمضيق تايوان، وهو منطقة عازلة غير رسمية تفصل بين الجانبين”.

وواصلت عدة سفن صينية أخرى القيام بمهام قبالة الساحل الشرقي لتايوان، بحسب المصدر الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته.

وعلى الجانب التايواني، أجرى الجيش تدريباته الخاصة أمس للتدرب على صد هجوم على الجزيرة.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحافيين، أن “أي محاولة للتصدي لإعادة التوحيد بالقوة المسلحة … محكومة بالفشل”.

وذكر وزير خارجية تايوان أمس الثلاثاء أن الصين تستخدم التدريبات العسكرية كخطة للتحضير لغزو الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

وزارت بيلوسي، المنتقدة للصين منذ فترة طويلة وهي حليف سياسي للرئيس جو بايدن، تايوان الأسبوع الماضي في أرفع زيارة لمسؤول أمريكي إلى الجزيرة منذ عقود، على الرغم من التحذيرات الصينية، وقالت بيلوسي إن “زيارتها تظهر التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم الديمقراطية في تايوان”.

وتعيش تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة في ظل تهديد مستمر بتعرضها لغزو من قبل الصين التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتعهدت استعادتها يوماً ما ولو تطلب الأمر استخدام القوة.

وتقول الصين: إن”علاقاتها مع تايوان شأن داخلي وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر. وترفض تايوان مزاعم الصين”، قائلة إن “شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله”.

زر الذهاب إلى الأعلى