منوعات

طفرة في فيروس زيكا تجعله أكثر عدوى ومقاومة للمناعة المكتسبة

وجد الباحثون في معهد لا جولا لعلم المناعة (LJI) أن فيروس زيكا، الذي ينقله البعوض، يمكن أن يتحور ليصبح أكثر عدوى، ما قد يقضي على المناعة المكتسبة سابقا.

ويقول البروفيسور سوجان شريستا، الأستاذ في معهد لا جولا لعلم المناعة في كاليفورنيا، الذي شارك في قيادة الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell Reports مع البروفيسور باي يونغ شي من جامعة تكساس الفرع الطبي (UTMB): “يجب أن يراقب العالم ظهور متغير فيروس زيكا”.

وينتقل فيروس زيكا عن طريق البعوض، وعادة ما تكون أعراض الإصابة بزيكا خفيفة عند البالغين. ومع ذلك، يمكن للفيروس أن يصيب الجنين النامي، ما يؤدي إلى تشوهات خلقية، مثل صغر الرأس.

ويتداخل فيروس زيكا وفيروس حمى الضنك في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. ويشار إلى أن فيروس حمى الضنك، مثل فيروس زيكا، هو فيروس فلافي ينتقل عن طريق البعوض، وبالتالي يشترك في العديد من الخصائص البيولوجية.

وفي الواقع، يعد زيكا وحمى الضنك فيروسين متشابهين بدرجة كافية بحيث يصبح الشخص الذي تعرض سابقا لحمى الضنك محصنا ضد زيكا بفضل تفاعل الخلايا التائية والأجسام المضادة.

ويوضح شريستا: “في المناطق التي ينتشر فيها زيكا، تعرضت الغالبية العظمى من الناس بالفعل لفيروس حمى الضنك ولديهم كل من الخلايا التائية والأجسام المضادة التي تتفاعل”.

ولسوء الحظ، فإن كلا الفيروسين سريعا التحور أيضا. ويشرح شريستا أن “حمى الضنك وزيكا هما من فيروسات الحمض النووي الريبوزي، ما يعني أنهما قادران على تغيير الجينوم الخاص بهما. وعندما يكون هناك الكثير من البعوض والعديد من المضيفين البشريين، فإن هذه الفيروسات تتحرك باستمرار ذهابا وإيابا وتتطور”.

ولدراسة التطور السريع لفيروس زيكا، أعاد فريق معهد لا جولا لعلم المناعة إنشاء دورات العدوى التي تنقلت بشكل متكرر ذهابا وإيابا بين خلايا البعوض والفئران.

وأعطى هذا العمل الباحثين في معهد لا جولا لعلم المناعة نافذة على كيفية تطور فيروس زيكا بشكل طبيعي حيث يواجه المزيد من المضيفين.

ووجد الفريق أنه من السهل نسبيا أن يكتسب فيروس زيكا تغييرا واحدا في الأحماض الأمينية يسمح للفيروس بعمل نسخ أكثر من نفسه – ويساعد العدوى على السيطرة بسهولة أكبر.

وهذه الطفرة (تسمى طفرة NS2B I39V / I39T) تعزز قدرة الفيروس على التكاثر في كل من الفئران والبعوض. وأظهر متغير زيكا هذا أيضا زيادة في التكاثر في الخلايا البشرية.

ويقول مؤلف الدراسة الأول الدكتور خوسيه أنجيل ريغلا نافا، وباحث سابق لما بعد الدكتوراه في معهد لا جولا لعلم المناعة والأستاذ المشارك حاليا في جامعة غوادالاخارا في المكسيك:

“هذه الطفرة الوحيدة كافية لتعزيز ضراوة فيروس زيكا. يمكن أن يؤدي معدل التكاثر المرتفع في البعوض أو المضيف البشري إلى زيادة انتقال الفيروس أو الإمراض، ويسبب تفشيا جديدا”.

ويضيف شريستا: “إن متغير زيكا الذي حددناه تطور إلى النقطة التي لم تعد فيها المناعة الواقية التي توفرها عدوى حمى الضنك السابقة فعالة في الفئران. ولسوء الحظ، إذا أصبح هذا المتغير سائدا، فقد نواجه نفس المشكلات في الحياه الحقيقيه”.

إذن كيف يمكننا الاستعداد لهذا النوع من المتغيرات؟

للتعامل مع طفرة فيروس زيكا الجديدة، يبحث مختبر شريستا بالفعل عن طرق لتصميم لقاحات وعلاجات زيكا لمواجهة هذه الطفرة الخطيرة، بالإضافة إلى العمل على تحديد كيف يساعد تغيير الجينوم بالضبط العامل الممرض على التكاثر بشكل أسرع.

وستواصل أيضا العمل عن كثب مع الدكتور ريغلا نافا لفهم أفضل لكيفية مساعدة هذه الطفرة على تكاثر زيكا بشكل أكثر كفاءة.

ويوضح شريستا: “نريد أن نفهم عند أي نقطة في دورة الحياة الفيروسية تحدث هذه الطفرة فرقا”.

زر الذهاب إلى الأعلى