منوعات

علماء يعثرون عن مستوطنة دمّرها بركان عام 1628 ق. م

وجد العلماء الإسرائيليون على مقربة من مدينة تشيشمي التركية، آثارا لمستوطنة قديمة دمرّها إعصار ناتج عن ثوران بركان سانتوريني عام 1628 قبل الميلاد.

وأدى ذلك إلى القضاء على الحضارة المينوية في جزيرة كريت. وقد أشار الاكتشاف إلى الحجم الكبير غير المعتاد لعواقب هذه الكارثة. ونشر العلماء نتائج دراستهم في المجلة العلمية Proceedings of the National Academy of Sciences.

وجاء في مقال نشرته المجلة أن الحفريات أظهرت أن كارثة جزيرة سانتوريني، التي تقع على بعد 230 كيلومترا من ساحل تشيشمي، دمّرت هذه المنطقة الساحلية المزدهرة. ولم تقتصر الكارثة على تدمير المنازل فحسب بل وأودت بحياة العديد من السكان المحليين، وغطت أيضا المرفأ وكل الهياكل الساحلية بالحطام لوقت طويل جدا”.

يذكر أن ثوران بركان سانتوريني حدث نهاية القرن السابع عشر قبل الميلاد، ما أسفر عن وقوع إعصار (تسونامي) هائل غمر جزيرة كريت المجاورة، وألقيت شظايا من الصخور البركانية والرماد على مسافة شاسعة. ودمّر كل ذلك، حسب المؤرخين، حضارة كريت – مينوان، وأثر على رفاهية سكان مصر القديمة ودول البحر الأبيض المتوسط ​​الأخرى، كما أدى إلى ظهور أسطورة هلاك حضارة أطلانتس.

وقد اكتشف علماء الآثار بقيادة الأستاذ في جامعة حيفا الإسرائيلية، بيفرلي غودمان تشيرنوفا، آثار هذه الكارثة قبالة ساحل مدينة تشيشمي التركية الحديثة، حيث توزعت في العصور القديمة منشآت ميناء تجاري كبير. وتقع هذه المدينة على بعد 230 كيلومترا من جزيرة سانتوريني.

وكان العلماء المحليون قد اكتشفوا في وقت سابق آثارا للرماد وأمواج الإعصار ومقذوفات بركانية على شواطئ بحر إيجه، لكنهم لم يتمكنوا من ربطها بآثار هذه الكارثة التي أثرت سلبا على حياة الناس القدامى.

واكتشف العلماء الإسرائيليون أثناء الحفريات بالقرب من مدينة تشيشمي التركية، رواسب من الصخور تعود إلى عصر مينوان بمكوناتها غير العادية إلى حد ما. واحتوت على قذائف وشعاب مرجانية وصخور ألقيت جراء حلول 3 موجات مختلفة من الإعصار وجزيئات من الرماد البركاني وأدوات وأطلال للمباني وكذلك عظام الحيوانات والبشر.

وأظهر التحليل أن تركيبة الرماد متطابقة مع مقذوفات بركان سانتوريني. ويدل ذلك على أن الكارثة لم تدمّر الحضارة في جزيرة كريت، فحسب بل ودمّرت مستوطنات في آسيا الصغرى، تقع على بعد 230 كيلومترا شمال شرق سانتوريني.

يأمل العلماء أن تساعد الدراسة الإضافية للآثار المكتشفة في معرفة أسباب رحيل أصحابها وفهم سبب تخلي السكان المحليين لاحقا عن هذا الجزء من المرفأ الذي ظل غير مأهول لمدة قرن على الأقل.

ويرى علماء الآثار أن التأثير الثلاثي للإعصار قد غيّر التضاريس المحلية لدرجة أن كل المناطق الساحلية أصبحت خطرة على إرساء السفن وغير مناسبة لعيش الإنسان.

زر الذهاب إلى الأعلى