عاصفة شمسية سريعة الحركة في طريقها إلى “الاصطدام” بكوكبنا
يستعد مراقبو الطقس الفضائي لمتابعة اصطدام تيار من الجزيئات الشمسية بكوكبنا، وحذروا من نشاط عاصفة شمسية محتملة هذا الأسبوع.
واكتشف العلماء التيار المتحرك “سريع الحركة” بعد ظهور ثقب عملاق في نصف الكرة الجنوبي لنجمنا. وهذه الثقوب الإكليلية هي مناطق في هالة الشمس (الغلاف الجوي العلوي) حيث تكون البلازما أكثر برودة وأقل كثافة من المناطق المحيطة بها.
وبحسب وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، تصل سرعة الرياح الشمسية عادة إلى ما بين مليون ومليوني ميل في الساعة.
ومن المتوقع أن يضرب التيار من الرياح الشمسية المتجه نحونا الكوكب بحلول يوم الخميس، وفقا لعلماء الفلك في موقع SpaceWeather.com.
وإذا حدث هذا، فإن التفاعلات بين المجال المغناطيسي للأرض والمواد القادمة من الشمس يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من النشاط الشمسي والاضطرابات المغناطيسية الأرضية (العواصف الشمسية).
وأوضح موقع SpaceWeather.com، في بيان نُشر يوم الثلاثاء: “يمكن أن يضرب تيار من الرياح الشمسية سريعة الحركة المجال المغناطيسي للأرض في 16 ديسمبر. والمواد الغازية تتدفق من ثقب جنوبي في الغلاف الجوي للشمس. ويتوقع حدوث اضطرابات مغناطيسية أرضية قطبية والشفق القطبي في القطب الشمالي، عندما تهب الرياح”.
واعتمادا على شدتها، يمكن أن يكون للعواصف الشمسية مجموعة واسعة من التأثيرات على الكوكب.
وبحسب مركز طقس الفضاء الأمريكي (SWPC)، تصنف العواصف الشمسية على مقياس من فئةG1 الصغرى إلى فئة G5 الأكبر، مع كون الأخيرة هي الأكثر خطورة.
ويمكن أن تؤدي العواصف الضعيفة إلى “تقلبات ضعيفة في شبكة الطاقة” ويكون لها “تأثير طفيف على عمليات الأقمار الصناعية”. كما أن العواصف الضعيفة تربك بعض الحيوانات المهاجرة ويمكن أن تنتج الشفق القطبي عند خطوط العرض العالية. ولكن مع زيادة شدتها، يزداد تأثيرها المحتمل على التكنولوجيا الأرضية والمدارية.
في المقابل، يمكن أن تتسبب العواصف الشمسية الشديدة في انهيار شبكات الطاقة بأكملها و”قد تتعرض المحولات لأضرار”، بالإضافة إلى إمكانية تسببها في تضرر الأقمار الصناعية ويمكن حجب الإشارات اللاسلكية ذات التردد المنخفض لساعات في كل مرة.
وأوضح المركز: “أثناء العواصف، تضيف التيارات الموجودة في طبقة الأيونوسفير (الغلاف الأيوني للأرض)، وكذلك الجسيمات النشطة التي تترسب في طبقة الأيونوسفير، طاقة على شكل حرارة يمكن أن تزيد من كثافة وتوزيع الكثافة في الغلاف الجوي العلوي، ما يتسبب في زيادة سحب الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض”.
وتابع: “يؤدي التسخين المحلي أيضا إلى اختلافات أفقية قوية في كثافة الأيونوسفير التي يمكن أن تعدل مسار الإشارات الراديوية وتحدث أخطاء في معلومات تحديد الموقع التي يوفرها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)”.
وواصل المركز: “بينما تخلق العواصف الشمسية شفقا قطبيا جميلا، يمكنها أيضا تعطيل أنظمة الملاحة مثل النظام العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية (GNSS) وإنشاء تيارات ضارة مستحثة بالمغناطيسية الأرضية (GICs) في شبكة الطاقة وخطوط الأنابيب”.
وفي الوقت الحالي، لا يتوقع مركز طقس الفضاء الأمريكي وقوع أي اضطرابات مغناطيسية أرضية ملحوظة حول الكوكب، وفقا لتوقعاتها لمدة ثلاثة أيام.