انطلاق حملة طبية نوعية لدعم مرضى الصدفية في العراق
انطلقت في العراق، اليوم الجمعة، حملة تثقيفية بمناسبة “اليوم العالمي لمرض الصدفية”، بعنوان “حرّر الألم وأطلق الأمل” لتسليط الضوء على الأمراض الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية التي تزداد خطورتها باستمرار.
وهذا العام، تهدف الحملة التي تتخذ من “متحدون” شعاراً لها إلى التركيز على ضرورة تلبية احتياجات أكثر من 400 ألف شخص مُصاب بالصدفية في العراق، وضمان توفير الرعاية الصحية المناسبة لهم، لمعالجة قلة الوعي والفهم العام للمرض.
وتُقيم حملة “حرّر الألم وأطلق الأمل” فعالية “محطة التصوير” التفاعلية في بغداد مول، والتي تتيح للزوار الحصول على فهم أكبر لهذا المرض المُعقد بطريقة مبسطة ومسلية، ففي المحطة، يُمكن للزوار التقاط صور مطبوعة لأنفسهم والحصول على كتيبات طبية حول الإحصاءات والحقائق والأعراض والمعلومات العامة عن مرض الصدفية.
والصدفية هي مرض جلدي التهابي مزمن يظهر على شكل بقع من الجلد الأحمر والمتقشر والتي يُمكن أن تظهر في أي مكانٍ على جسم المريض، لكنها تتركز عادةً في منطقة المرفقين والركبتين وفروة الرأس.
ويُشكل مظهر الجلد والطبيعة المؤلمة له في كثيرٍ من الأحيان تحدياً خطيراً يواجهه المرضى في حياتهم اليومية، مما يجعل من المؤلم للكثيرين منهم التنقل بسهولة من مكانٍ لآخر، وفي الواقع، تُعد الصدفية مرضاً خطيراً في جهاز المناعة، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان والأمراض المصاحبة الأخرى.
وحول مدى الوعي بمرض الصدفية، قال مدير مركز الأمراض الجلدية في دائرة مدينة الطب علي فاضل السعدي، “بشكلٍ عام، هناك قلة في الفهم والوعي وعدم الوضوح بمفهوم مرض الصدفية في العراق، لذلك، يُستهان ويستخف به كإصابة بالجلد فقط ولكنه ليس ذلك بل إنه مرض عضوي، والعلاج المبكر من الصدفية يقي من كثير من المضاعفات مثل الضغط والسكري وأمراض القلب والكبد والالتهاب المفاصل الصدفي الرثوي، وبالتالي يؤدي ذلك إلى التشخيص الخاطئ لأعداد كبيرة من المرضى”، موضحا أنه “على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أسباب الصدفية، إلا أنه من الضروري الإشارة إلى أن عوامل مثل الجينات والتاريخ العائلي قد تلعب دوراً كبيراً في ظهوره”.
وأضاف السعدي، “الصدفية ليست مرضاً معدياً، لكن هناك وصمة عامة تُحيط بالمرض وظهوره على المرضى، ومن المهم الإشارة إلى أن الصدفية لا تظهر بسبب سوء النظافة، ولا تنتقل عن طريق أي شكل من أشكال الاتصال الجسدي، وإنما هي أحد أمراض المناعة الذاتية حيث يتسبب خلل ما في حدوث تغيير في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى ظهور أعراضها. وتشمل المسببات الشائعة لها الإجهاد وإصابة الجلد وبعض الأدوية والظروف الجوية القاسية”، مؤكدا أن “مرضى الصدفية يمكنهم عيش حياة طبيعية وصحية للغاية إذا تمكنوا من الحصول على العلاجات الطبية المتاحة والمناسبة، والتزموا بالقيام بالفحوصات اللازمة بانتظام”.
في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أطلقت “حرّر الألم وأطلق الأمل” حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي حول الأمراض الالتهابية وأمراض المناعة الذاتية في العراق.
وتهدف الحملة إلى تبديد أية معلومات خاطئة أو سلبية حول هذه الأمراض وتقليل عدد المرضى الذين يعانون من نقص في التشخيص أو التشخيص الخاطئ من خلال مساعدتهم على فهم ظروف مرضهم بشكلٍ أفضل وطلب المساعدة المناسبة.