“المعابر السائبة” تفتح ذراعيها لتدفق “آفة الموت” إلى العراق.. ما علاقة الرقم 26؟
في تشرين الثاني العام الماضي، أعلنت وزارة الصحة العراقية، تحول البلاد من ممر لعبور المواد المخدرة إلى مركز لتعاطيها والمتاجرة بها، فيما اعتبرت ظاهرة المخدرات أمرًا حساسًا وخطيرًا، وأن إحصائيات وزارة الداخلية أظهرت أن أعداد المتهمين بقضايا المخدرات بالسجون سواء بالتعاطي أو عمليات البيع وصلت إلى أكثر من 13 ألف نزيل.
ويكشف عضو لجنة مكافحة المخدرات البرلمانية النائب ياسر الحسيني، عن خارطة تدفق المخدرات للعمق العراقي من جهات متعددة.
ويقول الحسيني في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان” المخدرات مشكلة معقدة وخطرة في ذات الوقت، وتداعياتها تاخذ اشكالًا متعددة ابرزها ضرب البنية الاجتماعية ودفع الشباب الى هاوية المجهول والامثلة كثيرة جدا في البلاد”.
إقليم كردستان
ويضيف، ان “خارطة تدفق المخدرات للعمق العراقي تاتي من جهات متعددة ابرزها وجود حدود سائبة في اقليم كردستان تتضمن وجود 26 معبرًا ومنفذًا “سائبًا” تُستغل في ادخال المخدرات بالاضافة الى وجود حدود مع ايران تمتد من كركوك الى البصرة تجري في بعض مقاطعها عمليات تهريب بالاضافة الى الحدود مع سوريا اما بقية الدول الاخرى ايضا هناك تهريب”.
واعتبرت وزارة الصحة العراقية في وقت سابق، أن “مواد خطيرة مثل (الكريستال) و(الحشيش) و(الأفيون)، باتت منتشرة في العراق، لذا تبرز الحاجة إلى وضع خطط استراتيجية لمواجهتها، خصوصًا أن أغلب المتاجرين يستهدفون الشباب من طلبة الجامعات والمدارس.
ويكمل النائب، ان” المشكلة في الحدود مع اقليم كردستان المحاذية لايران وسوريا تبقى الاكبر، لافتا الى ان” أجهزة وزارة الداخلية نجحت في ضبط كميات من المخدرات وتفكيك شبكات وخلايا مهمة لكن الامر يحتاج الى جهود اكبر ومضاعفة من اجل احتواء خطر يتفاقم في الداخل العراقي”.
أطنان
وكشفت السلطات في العاصمة بغداد، مؤخراً، عن ضبط مواد مخدرة بلغت 3 أطنان، وسط تحذيرات من اتساع رقعة التعاطي بين الشباب والمراهقين وتأثيره على الملف الأمني بعموم مدن العراق، أغلبها من مادتي الكريستال وحبوب الكبتاغون.
وكشف مسؤول أمني في بغداد، يوم الجمعة (8 أيلول 2023)، عن الانتهاء من خطوات تشكيل جهاز أمني مستقل لمكافحة انتشار المخدرات، على غرار جهاز مكافحة الإرهاب في العراق.
وأضاف المتحدث متحفظاً عن ذكر اسمه، أن الحكومة تستعد لوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الجهاز، الذي سيكون أساسه مديرية مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية حاليا، وسيتم تزويدهم بمختلف المستلزمات والبنى التحتية، لضمان تمكن البلاد من مواجهة خطر المخدرات المتزايد. مؤكدا أن كلا من الأراضي الإيرانية والسورية، مصدر المخدرات والمؤثرات العقلية في العراق.
البلد المُدمن
ويأتي تشكيل هذا الجهاز الأمني في ظل تطور أساليب نشر المخدرات في العراق، وتوريط أكبر عدد من المجتمع فيها، وصولاً إلى مراحل وصفتها السلطات بـ”الخطيرة”، بعد ضبطها مواد مخدرة في حلوى للأطفال، كانت في طريقها للعراق، وهي سابقة تحدث لأول مرة في البلاد، فيما أكد ناشطون ومتخصصون أن الدول المنتجة للمخدرات تسعى إلى تحويل العراق إلى بلد “مدمن”.
وكشفت دائرة الطب العدلي، الشهر الماضي، أنها استلمت مضبوطات من المواد المخدرة الجديدة والمهلوسة داخل حلوى “الجيلاتين” وفي بعض المواد الغذائية، وداخل السجائر الإلكترونية.
ونقل بيان رسمي، عن مدير عام دائرة الطب العدلي زيد علي، قوله إن هذه المواد المخدرة تم استلامها من الجهات التحقيقية وبأشكال مختلفة ومتنوعة، ومنها حلويات رسمة الدب، وسجائر إلكترونية تسمى “الراتنج الكنابس” المعروف محليا بالحشيشة والأرجيلة الإلكترونية المحتوية على سائل مادة الحشيش المخدرة.
وحذّر “من خطر انتشار هذه المواد في المحال التجارية مع غياب الرقابة”. وشدد “على ضرورة تكاتف الجهود بين الجميع للحد من انتشار المخدرات وتعاطيها، خاصة بين فئتي الأطفال والشباب، مُرجحا أنه “قد يكون أسلوبا حديثا لتهريب المخدرات، مما يعد مؤشرا خطيرا”.