محلي

“ثورة” لم تندلع في العراق: الرياح كنز لم يستغل تماما حتى الآن

اعتبر موقع “بوابة الطاقة” الأوروبي أن لدى العراق إمكانات غير مستغلة لطاقة الرياح بإمكانها أن تخلق ثورة في سوق الطاقة من خلال توليد أكثر من 5 آلاف ميغاواط، وهو ما من شأنه ان يحد بشكل كبير من اعتماد العراق على الوقود الأحفوري.

وأوضح الموقع الذي يتخذ من لندن مقرا له أن استغلال طاقة الرياح في العراق أصبح قضية تحظى باهتمام كبير خلال السنوات الماضية، بسبب الإمكانات المتوفرة للعراق في هذا المجال، والذي من شأنه ايضا ان يساهم في التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة.

ولفت التقرير الى أن الطاقة المولدة من الرياح تمثل مصدرا نظيفا ومتجددا للطاقة، وهو بمثابة حل واعد لتحديات الطاقة في العراق، من خلال تحويل الطاقة الحركية من الرياح الى طاقة كهربائية في عملية لا تتسبب في خروج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير ان امكانات طاقة الرياح في العراق هائلة، بالنظر الى الخصائص الجغرافية للبلد من خلال سهوله الصحراوية المنبسطة وسواحله التي تشكل الظروف المثالية لإقامة مزارع توليد طاقة الرياح.

وذكر التقرير بان العراق برغم ثروته النفطية الكبيرة، إلا أنه يعاني من نقص في الكهرباء منذ سنوات، في حين أن البنية التحتية الحالية للطاقة قديمة ولا تتمتع بالكفاءة، ما يتسبب في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وهي أزمة تفاقمت بسبب الطلب المتزايد على الكهرباء في ظل النمو السكاني والنشاطات الصناعية.

ولهذا، يقول التقرير ان الحكومة العراقية تعمل على استكشاف مصادر طاقة بديلة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للبلد من الطاقة، مشيرا إلى أن استكشاف طاقة الرياح كبديل عملي اكتسب زخما في الفترة الاخيرة، حيث اظهرت العديد من الدراسات ان العراق لديه الامكانية لتوليد كمية كبيرة من الكهرباء من طاقة الرياح.

وفي هذا السياق، لفت التقرير الى دراسة اجرتها “منظمة الطاقة المتجددة”، اظهرت ان العراق يمتلك القدرة على توليد اكثر من 5 الاف ميغاواط من طاقة الرياح، مما قد يقلل بدرجة كبيرة من اعتماده على الوقود الأحفوري.

لكن التقرير اعتبر ان استغلال هذه الإمكانات يواجه تحديات، إذ أن تطوير البنية التحتية لطاقة الرياح، يتطلب استثمارات كبيرة وخبرة فنية، بالإضافة إلى وجود هناك عقبات تنظيمية وسياساتية يتحتم معالجتها من أجل خلق بيئة ملائمة لنمو قطاع طاقة الرياح.

ومع ذلك، اعتبر التقرير أن هناك مؤشرات ايجابية على ان العراق يسير في الاتجاه الصحيح، اذ ان الحكومة تقوم بخطوات لتعزيز الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح، ففي العام 2019  على سبيل المثال، أعلنت وزارة الكهرباء عن خطط لبناء أول مزرعة لاستغلال الرياح في البلاد في محافظة النجف، وهو مشروع من المتوقع ان يولد 50 ميغاواط من الكهرباء، ويشكل خطوة مهمة نحو تحقيق إمكانيات طاقة الرياح في البلد.

والى جانب ذلك، فإن المنظمات الدولية والمستثمرين الأجانب يظهرون اهتماما بقطاع طاقة الرياح في العراق، وعلى سبيل المثال، يقدم البنك الدولي المساعدة التقنية للحكومة العراقية بهدف تطوير استراتيجيتها المتعلقة بالطاقة المتجددة، في حين ان الشركات الاجنبية أظهرت اهتمامها بالاستثمار في قطاع طاقة الرياح، مما يشير الى تنامي الثقة في قدرات هذه الطاقة في العراق.

وختم التقرير بالقول ان امكانات طاقة الرياح في سوق الطاقة في العراق واسعة وليست مستغلة بدرجة كبيرة، مضيفا أنه في حين ان هناك تحديات يتحتم تخطيها، لكن الاهتمام المتزايد من قبل الحكومة والمستثمرين الدوليين، بالاضافة الى الظروف الجغرافية المواتية، تشير الى ان العراق يتمتع بمستقبل واعد في مجال طاقة الرياح.

زر الذهاب إلى الأعلى