أمنمحلي

“عوائل دواعش” في العراق.. تحذير من التعامل بـ”الطريقة الكلاسيكية”

يحذر مختصون من طريقة تعامل الحكومة العراقية مع ملف إعادة عوائل واطفال عناصر في تنظيم داعش من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة دون الاعتماد على أساليب فكرية حديثة للتعامل مع أيديولوجية التنظيم المزروعة في عقولهم.

وتواصل الحكومة العراقية إخراج دفعات كبيرة من مخيم الهول في ريف الحسكة السورية قرب الحدود العراقية، إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، “وعادت العديد من عوائل الدواعش إلى بيوتهم ودمجت داخل المجتمع بعد حصولها على تفويض قضائي”، بحسب مصدر من مدينة الموصل.

ويؤوي مخيم الهول آلاف اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، وغيرهم من الأجانب المنحدرين من 54 جنسية عربية وغربية، بمن فيهم الكثير من عائلات عناصر ومسلحي تنظيم داعش.

وتشكل عودة عوائل الدواعش إلى المناطق المحررة دون الخضوع لعلاج وبرامج حقيقية تمهد عملية اندماجهم خطراً على المجتمع، وفق مختصين، داعين إلى ضرورة إخضاع هذه العوائل لدورات مكثفة وإعادة تأهيلهم، ومن ثم يُسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية بعد التأكد من خلو سجلاتهم من المشاركة بأعمال إرهابية أو بدعم تنظيم داعش.

“الطريقة الكلاسيكية”

وفي هذا السياق يقول الباحث في مجال الجماعات الإسلامية المتطرفة، شهاب الصفار، إن “اعتماد العراق الطريقة الكلاسيكية في التعامل مع ملف إعادة عوائل وأطفال داعش من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة دون الأخذ بنظر الاعتبار تدرجات الإصلاح والنمذجة الفكرية والعقائدية لهذه الشريحة يشكل خطراً كبيراً على المجتمع”.

ويؤكد الصفار في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، على أهمية “التعامل مع هذه الشريحة بحذر، واعتماد أساليب فكرية حديثة للتعامل مع ايدلوجية التنظيم المزروعة في عقولهم، والأخذ بعين الاعتبار احتمالية حصول هجمات انتقامية ضد هذه العوائل من قبل اهالي الضحايا الذين فقدوا او اعدموا على ايادي التنظيم”.

ووصلت أعداد القاطنين بمخيم الهول بحسب أحدث الإحصائيات إلى 49,820 شخصاً، بينهم 24,846 من الجنسية العراقية، و17,451 من السوريين، فيما يبلغ عدد الأجانب 7,523، بعد أن كان قد وصل عدد سكان المخيم في مرحلة من المراحل إلى أكثر من 73 ألفاً، معظمهم من العراقيين والسوريين.

وخلال العام الماضي، أعادت السلطات العراقية خمس دفعات على التوالي، بلغ مجموع الأسر فيها 603، تمّ نقلها إلى معسكر نزوح مغلق جنوبي مدينة الموصل، وإخضاعها إلى برامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة، قبل إعادتها بالتدريج إلى مناطق سكناها الأصلية.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أعلن في 3 تموز الجاري، وضع خطط لتسهيل عودة العائلات العراقية النازحة في مخيم الهول إلى مناطقها الأصلية، من خلال التركيز على الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والتدريب، فضلاً عن توفير فرص العمل المناسبة للعائدين.

وفي هذا الجانب يقول النائب عن محافظة نينوى، وعد القدو، إن “التعامل مع عوائل الدواعش يتم وفق ما متفق عليه بين الحكومة العراقية وبعض الأطراف المسيطرة على هذه العوائل في مخيم الهول ومن ثم نقلهم إلى مخيم الجدعة”.

ويضيف القدو في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن “التعامل في مخيم الجدعة يتم بحسب المعايير الإنسانية التي نص عليها القرآن والدستور”، مبينا ان “المخيم مراقب جيدا من قبل السلطات المحلية”، مؤكداً أن “الكثير من العوائل خرجت من المخيم وعادت إلى الحياة الطبيعية”.

واضطر أكثر من 5 ملايين عراقي للنزوح من محافظات نينوى، وصلاح الدين، وأجزاء من كركوك وديالى، والأنبار، جراء سيطرة تنظيم داعش عليها عام 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى