الأسبقية لمياه الشرب.. “العنبر” لن ينقرض والحنطة تدخل خطة التقليص
في الوقت الذي تدعو فيه الجمعيات الفلاحية، الى تدخل حكومي فوري وايجاد حلول لنقص المياه، التي أثرت على مساحات زراعة الشلب “الرز” في العراق، طمأنت وزارة الزراعة من ان بذور “العنبر” لن تنقرض وبمجرد عودة الوفرة المائية ستعود زراعتها مرة اخرى.
عضو الجمعية الفلاحية، حسن التميمي، دعا الحكومة العراقية بالتدخل الفوري وإيجاد حلول لمعالجة أزمة شح المياه بالنظر لانخفاض الكثير من المساحات الزراعية، مبينا ان نقص المياه ادى الى تضرر مساحات زراعة الشلب في المحافظات المشهورة بزراعته.
وقال التميمي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “محصول الشلب من المحاصيل الاستراتيجية في العراق وهو دليل على تراث العراق، ويزرع في محافظات الديوانية والنجف وذي قار والمثنى”، مبينا ان “تخفيض مساحاته منذ الموسم الماضي، أدى لانخفاض الإنتاج المسوق”.
وعبر عن مخاوفه بالقول: “اتوقع ان تقوم الحكومة بإلغاء زراعة الشلب بشكل نهائي، كون زراعته تحتاج الى الكثير من المياه”، مشيرا الى ان “عدم زراعته الموسم المقبل سوف يؤدي الى انقراضه وخسارته بشكل نهائي”.
وأكد ان “التفريط في هكذا محصول مشهور، ويحظى بإقبال كبير يعد خسارة بالملايين للقطاع الزراعي وللفلاحين”ـ داعيا الحكومة الى “التدخل والضغط على البلدان المجاورة لغرض اطلاق حصة كافية من المياه للموسم الزراعي”.
المتحدث باسم وزارة الزراعة، محمد الخزاعي، طمأن من ناحية عدم انقراض “العنبر” وان الخطة الزراعية ستضمن البذور التي بالإمكان اعادة زراعتها بشكل واسع مع عودة الوفرة المائية.
وقال الخزاعي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “ما سيزرع من محصول (العنبر) لا يتعدى الحفاظ على الصنف، اي البذور فقط”، مبينا ان “الخطة الزراعية لهذا العام لم تنتهِ، إلا أن الوزارة ستعمل جاهدة على تخصيص مساحات اقل من تلك التي زرعت في العام الماضي بكثير، لأجل الحفاظ على بذور رز العنبر كونه صنف فريد من نوعه”.
واشار الى ان “الشح المائي أدى إلى تقليص المساحات بصورة كبيرة، وأن رز الشلب يحتاج إلى كميات مياه كبيرة جداً والوضع المائي في العراق يواجه حرجاً كبيراً”، مؤكدا انه “في ظل ازمة المياه لن تتم زراعة مساحات واسعة من الرز وانما فقط إعطاء مساحات صغيرة للحفاظ على النوع”.
واوضح الخزاعي، بان “رز العنبر في العراق لن ينقرض، وبالإمكان تخزين البذور وزراعتها عند توفر المياه”، لافتا الى ان “والظرف المائي الحرج يجبرنا على الإحجام عن زراعة بعض المحاصيل وتقليل بعض المساحات ومن ضمنها قد يصل التقليص الى مساحات الحنطة مستقبلاً”.
واستدرك، ان “العراق يمر بأزمة مياه حادة ولديه حالياً أسوأ مخزون مائي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما انعكس على الخطة الزراعية، تحديداً زراعة الشلب، لأنه يستهلك كميات كبيرة من المياه في وقت قد نواجه مشكلة في تأمين مياه الشرب مستقبلاً إذا ما استمر الشح”.
واردف، ان “وزراتي الزراعة والموارد المائية اتفقتا على دعم و إبقاء مساحات جيدة وكافية لزراعة الشلب لأهميته الكبيرة محليًا وعالميًا حيث يعرف العراق بإنتاج هذا النوع سنويًا وإدخاله للأسواق”.