الكهرباء .. مليارات الدولارات “بلا فائدة” و”فشل” في انهاء الازمة
مع دخول العراق ذروة موسم الصيف في شهر تموز الحالي، وارتفاع درجات الحرارة متجاوزة نصف درجة الغليان تجددت ازمة الكهرباء بسبب الانقطاع المتواصل وعدم تجهيز مناطق البلاد بالطاقة.
وما تزال الاعذار غير مقنعة طوال 20 عاماً والمشكلة مازالت قائمة على الرغم من انها ليست وليدة الأعوام المذكورة الا ان الوعود والميزانيات الانفجارية لم يكن لها أي أثر يذكر.
في وقت تهيمن فيه اميركا على ملف المحطات الكهربائية دون السماح بدخول المنافسين لتطوير قطاع الطاقة، فضلا عن افتقار العراق للغاز اللازم للتشغيل وهو ما دخل كعذر تتذرع به الحكومات طوال عقدين من الزمن دون إيجاد حلول جذرية للازمة.
وقال عضو لجنة الكهرباء والطاقة كامل عنيد العكيلي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “العراق وضع في اولوياته استغلال الغاز المنبعث من استخراج النفط، بعد اطلاق جولة التراخيص الخامسة والتوجه نحو استثمار الغاز المصاحب والطبيع”.
وأضاف العكيلي، ان “ذلك نابع من قناعة راسخة لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية التي تشكل محورا أساسيا في البرنامج الحكومي”.
وأشار الى، ان “السنوات الخمس القادمة ستكون الكهرباء 24ساعة بعد زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية وذلك بعد دخول محطات جديدة العمل”.
وعلى صعيد متصل بين النائب الأول لرئيس اللجنة وليد السهلاني في تصريح أوردته صحيفة “الصباح” إن “حل الأزمة الحالية هو الشغل الشاغل لدى الحكومة ولجنة الكهرباء التي راجعت العقود التي أبرمتها الحكومة، حيث ان انخفاض كميات الغاز الإيراني المستورد أثر بشكل كبير في الإنتاج”.
وأضاف السهلاني، أن “المشكلة الأساسية هي الأشهر الثلاثة المقبلة، وللأسف فإن بعض المحطات لم يتم تشغيلها وهي بحاجة إلى مد خطوط وشبكات ناقلة من المحافظات الجنوبية ذي قار والمثنى والبصرة إلى ميسان”.
من جهة أخرى، رأى المحلل السياسي إبراهيم السراج، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “اميركا ومن خلال استمرار تواجدها في العراق وادامة هذا التواجد فأنها تسعى لخدمة مصالحها والحصول على استثمارات وعقود لشركاتها”.
وأضاف السراج، ان “الطريقة بين بغداد وواشنطن لا يجب ان تكون من خلال الاملاءات وتحقيق المصالح دون أي مقابل”.
وأشار الى، ان “هذا الامر لوحظ عند تهرب شركة جنرال الكتريك بعد حصولها على عقود في قطاع الطاقة من دون حدوث أي تطور على منظومة الكهرباء طيلة فترة عملها في هذا المجال”.
ولفت السراج الى، أن “الحكومة مدعوة الى مراجعة عقود شركة جنرال الكتريك، كما ان هناك ضرورة ملحة لعدم منح العقود الأميركية ميزة على حساب العقود الأخرى”.
وتابع انه ” يجب عدم منح العقود كمكرمة للشركات الأميركية، خصوصا ان هناك قلق في الشارع العراقي من التدخلات الأميركية في ملف العقود والاستثمارات”.