فوضى مشاريع فك الاختناقات المرورية في بغداد.. سوء تنفيذ وغياب للتنسيق قطع جائر للأشجار
منذ أشهر، تستمر حملة مشاريع فك الاختناقات المرورية التي تنفذها دائرة الطرق والجسور التابعة لوزارة الإعمار والإسكان في بغداد في عملها.
وتصر الشركات العاملة في هذه المشاريع على قطع الأشجار المزروعة في الجزرات الوسطية أو على الأرصفة.
وفي أحيان كثيرة، لا يجد البغداديون ضرورة لقطع الأشجار، خاصة وأن الأمر بالإمكان تجنبه. ففي أوقات كثيرة، تقطع الأشجار ليس لغرض توسيع الشوارع، إنما لفسح المجال لآليات الشركات في العمل. ويعزى هذا الأمر، بحسب المختصين، إلى بدائية هذه الشركات في التنفيذ وعدم تخصصها وإهمالها للجانب البيئي.
عضوة لجنة الخدمات النيابية مديحة الموسوي حاولت تبرير الموضوع بالقول إن “وزارة الأعمار والإسكان قامت باستلام تعهدات من قبل الشركات المنفذة للمشاريع بإعادة زراعة أشجار معمرة بدل المقطوعة”.
وأضافت الموسوي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن “الحاجة إلى توسعة الشوارع نتيجة للاختناقات المرورية جعلت من عملية قطع الأشجار أمرا لا مفر منه”.
المهندسة المعمارية مي مزيد ترى أن “مشاريع فك الاختناقات المرورية تأخذ جانبا واحدا من القضية وتهمل بقية الجوانب”.
وأشارت مزيد في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إلى أن “قطع الأشجار حدث في كثير من المناطق من دون مبرر وعلى سبيل المثال هناك حملة تأهيل لمدخل بغداد كركوك على شكل مقاطع، والمقطع الأول من بوابة بغداد قرب قضاء الحسينية لغاية الأقواس وفي هذا الجزء لا يوجد هناك تشجير والأرض مرصوفة بحجر المقرنص في الجزرة الوسطية ومع ذلك فإن الشركة لم تقترب أصلا منها”.
وأضافت أن “الجزء الثاني من المشروع والذي يبدأ من الأقواس لغاية سيطرة الشعب القديمة توجد في الجزرة الوسطية أشجار عمرها يزيد على 12 عاما، والغريب أن الشركة المنفذة للمشروع تمارس قطعا جائرا لكل الأشجار في حين كان بإمكانها توسعة الشارع بنفس طريقة المقطع السابق خاصة وأن الطريق عبارة عن شارع مستقيم واحد”.
وبينت أن “المشاريع تنفذ من خلال شركات لا علاقة لها بالبيئة وتعتبرها آخر اهتماماتها، في الوقت الذي يجب على الحكومة التركيز على الأمر في ظل آثار التغير المناخي لكنها تتغاضى عن الأمر بصورة غريبة”، موضحة ان “المشاريع تنفذ بطريقة بدائية فضلا عن غياب التنسيق بين الشركات المنفذة للمشاريع او عدم تنسيق متعمد!”.