محلي

بغداد و كردستان المتنفس الوحيد.. الأمن والجغرافية يُغيّبان سياحة ديالى

أوجز مسؤولون ومختصون عراقيون، تأخر وإهمال القطاع السياحي في محافظة ديالى، رغم موقعها الجغرافي والمقومات السياحية التي تمتلكها على مر العقود الماضية.

مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان (المنحل) في ديالى، صلاح مهدي المجمعي، أشار  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، إلى أن “الأوضاع الأمنية خلال الفترات الماضية في المحافظة، وتداعياتها في الرأي العام بعموم البلاد جعل المحافظة طاردة للاستثمار السياحي، رغم امتلاكها مقومات تؤهلها لتصدر قطاع السياحة في البلاد.

ورغم وجود عشرات المواقع السياحية والاستراتيجية في ديالى، إلا أن قطاع السياحة ما زال ميتاً بالمحافظة، لقربها من العاصمة بغداد ما دفع المواطنين إلى قضاء الأعياد والمناسبات في المناطق السياحية في العاصمة، يقول المجمعي.

وتابع: “موقع ديالى الجغرافي الذي يتوسط محافظات عدة وارتباطها بإقليم كردستان من ممرات عدة، لم يسعف المحافظة على النهوض بواقعها السياحي”.

ولفت المجمعي، إلى أن “60% من سكان ديالى من أصحاب الدخل المتوسط فما أعلى يقضون الأعياد في إقليم كردستان، فيما يضطر 40% من السكان محدودي الدخل لقضاء الأعياد في أماكن المزارات الدينية ومتنزهات سياحية بسيطة وبدائية وأحيانا يصفها كثيرون بـ(البائسة)”.

وحمل المسؤول المحلي السابق، وزارة الثقافة وهيئة السياحة، مسؤولية تردي القطاع السياحي وإهمال مواقع استراتيجية من الممكن أن تحول المحافظة إلى قبلة سياحية تنافس بغداد وكردستان في جذب السياح والوافدين.

النهوض السياحي في ديالى مرهون بالاستثمارات الحكومية، والحكومات المحلية ليس لديها التفاتة حقيقية للقطاع السياحي رغم سعي المستثمرين نحو مواقع مدرة اقتصاديا في ديالى، بحسب قائممقام المقدادية وكالة حاتم عبد جواد.

عبد جواد، رأى خلال حديثه ، أن “ديالى ما زالت تفتقر للاستقرار الأمني والسياسي إلى جانب المعرقلات والتأثيرات القومية والطائفية ما جعلها طاردة للمستثمرين وعزوفهم عن دخول ديالى ليس ضمن القطاع السياحي فحسب بل عموم القطاعات الأخرى”.

وأضاف أن “ديالى لم تحظ بفرص استثمار حقيقية تضعها في طليعة المنافسة السياحية، بسبب اعتماد الإدارات المحلية على الموازنات المحدودة التي تبوب في مجالات خدمية أساسية، وقليل منها يوجه نحو مشاريع سياحية بسيطة وبدائية تشمل متنزهات وحدائق لا ترقى إلى طموح أبناء المحافظة”.

ولفت قائممقام المقدادية، إلى وجود مواقع سياحية استراتيجية في ديالى تنافس المحافظات الأخرى وإقليم كردستان، لو استثمرت بالشكل المطلوب وأبرزها (بحيرة حمرين، مناطق سدة الصدور) لما تملكه من مقومات سياحية من وفرة المياه والأراضي الخصبة المؤهلة لتكون مسطحات خضراء سياحية متميزة”.

وأكد عبد جواد، أن “مناطق بحيرة حمرين والصدور محط أنظار المحافظات الأخرى، وكانت قبلة للسياح من مختلف المحافظات قبل عام 2003″.

بدوره، عزز قائممقام بعقوبة، عبدالله أحمد الحيالي، آراء تراجع القطاع السياحي في ديالى بعقبات وعراقيل قانون الاستثمار الذي ما زال عقبة أمام المستثمرين في بنود عدة ما يتطلب من الحكومة والجهات المعنية إعادة النظر فيه من تسهيلات وتنازلات جاذبة للاستثمار السياحي.

وكشف الحيالي، خلال حديثه للوكالة، عن جملة مشاريع سياحية رائدة جاري تنفيذها في بعقوبة ما يقود القطاع السياحي نحو تحول وتطور كبير وأبرزها (المدينة السياحية) في حي المعلمين غربي بعقوبة، بمساحة 45 دونماً  ونسب إنجاز قاربت 70%”.

وختم حديثه بتأكيد العمل على إنشاء “بارك” في بعقوبة و”مرفق سياحي” في منطقة بين الجسرين في مركز المدينة، قال إنه سيشمل مطعماً وبرجاً سياحياً ومرافق سياحية أخرى متطورة ضمن الفرص الاستثمارية.

زر الذهاب إلى الأعلى