محلي

العراق يدخل المحظور في هذا الملف

أكد الخبير في مجال المياه، تحسين الموسوي، يوم الأربعاء، أن العراق دخل في المحظور بمسألة تأمين المياه في ظل الجفاف الذي مرت به البلاد خلال السنوات المنصرمة، ما ينذر بارتفاع نسب المجاعة والهجرة وفقدان الثروة الحيوانية وظهور الأمراض وغيرها من التأثيرات السلبية الناجمة عن قلّة المياه.

وقال الموسوي،  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، إن “ندرة المياه باتت مسألة عالمية بسبب زيادة الموارد البشرية، وارتفاع الطلب على المياه، وانحسار الأمطار، ما أدت إلى نقص الغذاء وارتفاع نسب المجاعة التي كانت سابقاً محصورة في أفريقيا وباتت الآن تهديداً عالمياً”.

وأوضح، أن “ملف المياه وصل إلى مرحلة خطيرة في العراق، حيث جفّت خلال السنوات الماضية مسطحات مائية وأنهر كثيرة، وكان لنهر الفرات النصيب الأوفر من الضرر لعدم وجود روافد عليه، أما دجلة فهو أفضل حالاً، لكونه ينبع من الجانب التركي بنسبة 56 بالمائة، و12 إلى 15 بالمائة من الجانب الإيراني، والباقي إيرادات داخلية”.

كما بين الموسوي، أن “سكّان حوض الفرات – الأشد تأثراً بالجفاف – أعلى كثافة من حوض دجلة، ما سيفاقم معاناة قاطني تلك المناطق الذين قد يضطرون للهجرة منها، وكذلك الحال مع الأهوار التي لا تتجاوز نسبة مياهها عن 12 بالمائة، في حين انها تحتاج إلى 15 مليار متر مكعب لمساحتها الشاسعة”.

وأشار إلى أن “مخزون المياه في العراق وصل حسب أرقام وزارة الموارد المائية إلى 9 مليارات متر مكعب، في وقت تستهلك البلاد نحو مليار متر مكعب سنوياً، وبسبب الاستخدامات الداخلية غير الصحيحة للمياه وعدم الوصول لاتفاق مع دول المجرى لتأمين الحصص المائية دخل العراق بالمحظور نتيجة تلك السياسات الخاطئة”.

وأضاف، أن “العراق فقد الخطة الزراعية وكذلك الصيفية وأهم المحاصيل الاستراتيجية بسبب هذا الرصيد من المياه، والحديث الآن يجري عن تأمين مياه الشرب، وفي حال استمر الجفاف في الشتاء المقبل سيكون وضع العراق أخطر وأحرج”، مردفاً بالقول: “هذا الأمر ينذر بفقدان الثروة الحيوانية والهجرة وارتفاع اللسان الملحي والمسببات المرضية والتلوّث وظهور حشرات كثيرة”.

زر الذهاب إلى الأعلى