منوعات

تقرير: زيادة مستمرة وسريعة لغازات الاحتباس الحراري.. الوضع ينذر بالخطر

تسعى البشرية إلى إيقاف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بغية تجنيب الأرض ويلات التغيرات المناخية.

 وفي هذا السبيل، وضعت مختلف الدول استراتيجياتها للحد من ارتفاع نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة، منعًا للوصول إلى ما اعتبره العلماء “نقطة اللا عودة”، التي تسوء فيها الأوضاع حتى لو نجحت البشرية في التخلص من الكربون وبلوغ نسبة “الصفر” المنشودة.

رغم ما سبق، يبدو أن الجهود المبذولة في هذا الصدد لم تظهر نتائجها على أرض الواقع، فما تشير إليه أحدث الأرقام والإحصائيات ينوه لوجود خطر ينتظر العالم أجمع.

تقرير صادم

أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي “Noaa” تقريرًا صادمًا، كشفت فيه عن أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري زادت نسبتها خلال العام الماضي 2022.

أشار التقرير، بحسب ما نقلته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إلى أن مستويات غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، التي تعتبر من العوامل الرئيسية المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري كانت في زيادة مستمرة وسريعة العام المنصرم.

ارتفاع غير مسبوق لثاني أكسيد الكربون

أشار التقرير إلى أن مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون ارتفعت بأكثر من جزئين في المليار للعام الـ11 على التوالي، وهو ما يصنفه الخبراء بأنه “أعلى معدل مستدام للزيادات منذ بدء مراقبة الأوضاع قبل 65 عامًا”.

أوضحت “Noaa” أنه قبل سنة 2013 لم يسجل العلماء زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون لـ3 أعوام متتالية كما هو الحال في الوضع الراهن.

بالتطورات الأخيرة، بات غاز ثاني أكسيد الكربون الآن هو الأعلى في الغلاف الجوي بنسبة 50%، وهذا مقارنة بمستوياته في الفترة ما قبل الثورة الصناعية.

الميثان على نفس المنوال

شهدت السنة الماضية رابع ارتفاع في غاز الميثان منذ أن بدء العلماء في تسجيل ملاحظاتهم في 1983، بعدما حدث نمو قياسي بدايةً من 2021، بحيث بات متوسطه في الوقت الراهن يبلغ 1912 جزءًا في المليار.

وفقًا للتقرير، يزيد الميثان مرتين ونصف المرة عن مستواه قبل الثورة الصناعية، ومن المحتمل أن يسبب في المستقبل حدوث مضاعفات طبية وحرائق، وقد يسوء الوضع بتعطل المحركات بشكل يمهد لسقوط الطائرات المروحية من السماء.

ويعتبر الميثان هو المسؤول عن 25% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويعمل على رفع حرارة الأرض بشكل أسرع حال مقارنته بثاني أكسيد الكربون.

ارتفاع في أكسيد النيتروز

يصنف العلماء غاز أكسيد النيتروز على أنه ثالث أهم الغازات الدفيئة، ويعد مصدرها المركبات متمثلة في السيارات والحافلات والشاحنات والآلات الزراعية، بخلاف الأسمدة الاصطناعية وروث الماشية.

ذكرت إحصائيات التقرير الأخير أن مستويات أكسيد النيتروز ارتفعت بنسبة 24% حال مقارنتها بفترة ما قبل الثورة الصناعية، بعدما ارتفعت العام الماضي فقط بمعدل 1.25 جزء في المليار.

 

خطر

قال مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي “Noaa“، ريك سبينراد، إن الملاحظات المدونة في التقرير توضح أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ترتفع بوتيرة تنذر بالخطر، بما يعني “استمرارها في الغلاف الجوي لآلاف السنين”.

وشدد “سبينراد” على ضرورة معالجة تلوث غازات الاحتباس الحراري، بالتزامن مع خفض الانبعاثات التي يسببها الإنسان.

كانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قد أصدرت الشهر الماضي ما اعتبرته “تحذيرًا نهائيًا بشأن ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”، في أعقاب سماح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ببدء العمل على مشروع “ويلو” للتنقيب عن النفط في ألاسكا، والذي سيولد ملايين الأطنان الإضافية من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

زر الذهاب إلى الأعلى