جذبت بعثة أممية.. “الدهينة” النجفية تتربع على عرش الحلويات خلال شهر رمضان
تشتهر مدينة النجف بحلوى تتميز بنكهة خاصة وذات شهرة واسعة في جميع أنحاء العراق وخارجه أيضاً حتى أنها جذبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت في إحدى زياراتها لهذه المدينة.
تتميز حلوى “الدهينة” النجفية، بنكهتها وحسن إعدادها للتناسب مع ذائقة الزبون، وخاصة عندما يُضاف إليها “المبروش” -رقائق جوز الهند- والجوز والفستق والقيمر، وتقدم على مائدة الافطار خلال شهر رمضان.
ويعود تاريخ صناعة حلوى “الدهينة” إلى ستينيات القرن الماضي، حيث قام النجفيون بتطوير صناعتها حتى صارت من أشهر أنواع الحلويات في محافظتهم ورمزاً لها، رغم أنها تصنع وتباع أيضاً في بعض المدن العراقية.
“دهينة أبو علي”
ومن أشهر محال بيع الحلويات في النجف التي يقبل على شرائها الجميع لتناولها أو تقديمها هدية خاصة من قبل الزائرين الذين يتوافدون إلى المحافظة في مختلف المواسم، تلك التي ترفع لافتات “دهينة أبو علي النجفي”، المتخصصة في بيع “الدهينة”.
ويقول ابن عمار صبري، (أبو علي النجفي)، إن “حلاوة دهينة (أبو علي النجفي) مشهورة في مدينة النجف، وهي على أربعة أنواع، (دهين مبروش، دهين لب الجوز، دهين الفستق، دهين القيمر)”.
ويوضح صبري، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، أن “أكثر الطلب يكون على الدهين المبروش ودهين الجوز، أما الوافدون من بغداد فإنهم يفضلون دهين الجوز، وقد وصلت إلى كندا وروسيا وإلى مختلف دول العالم”.
نمو فرص العمل
يزداد إنتاج محال ومعامل الحلويات من مختلف الأنواع خلال شهر رمضان، حيث يرتفع إقبال المواطنين على شرائها مقارنة ببقية شهور السنة، كنوع من تعويض السكريات التي فاتتهم أثناء ساعات الصيام الطويلة.
وفي هذا السياق يقول أحمد زيد، أحد العاملين في مجال الحلويات بمدينة النجف، إن “عمل الحلويات يزدهر في شهر رمضان خاصة في محافظتي النجف وكربلاء”.
ويضيف زيد في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” “وهو ما ينعكس على انتعاش فرص العمل من خلال تشغيل الأيدي العاملة في محال ومعامل إنتاج الحلويات لتمشية الطلبات الكثيرة، وخاصة من زائري المحافظتين المقدستين لشراء (صوغة) حلويات مثل الدهينة والبقلاوة وغيرهما”.
صدفة صنعت “الدهينة”
يقال إن حلوى “الدهينة” عُرفت في أربعينيات القرن الماضي بمدينة النجف عن طريق مصادفة ناجمة عن خطأ في المقادير داخل دكان لصنع الحلوى نتج عن زيادة السكر والزيت وتأخرهما على النار مدة أطول من اللازم، إلا أنها سرعان ما انتشرت في المدينة ومنها إلى باقي مناطق العراق ومن ثم العالم.
وفي الوقت الحاضر، تتم صناعة “الدهينة” في معامل خاصة، فيقوم العمال بخلط المواد المطلوبة وتخميرها لمدة يومين أو ثلاثة، وبعدها توضع في إناء دائري واسع مطلي بالدهن ثم يوضع في أفران حجرية، وتطبخ لمدة ثلاث ساعات.
وتتكون مقادير الدهينة من قدح واحد من الدهن المذاب، وأربعة أقداح من السكر الأبيض، وثلاثة أقداح من الدقيق الأبيض، وملعقتين كبيرتين من دبس التمر، وملعقتين كبيرتين من الطحين، ونصف قدح من جوز الهند المبروش، وقدح واحد من الحليب السائل، ويفضل أن يكون قليل الدسم، وثلاث ملاعق من الدهن لطلاء الصينية، وملعقة كبيرة من عصير الليمون الحامض.