محلي

أزمة غذائية تلوح في الأفق.. ما مصير الثروة الحيوانية في العراق؟

يحذّر مختصون من تدهور الثروة الحيوانية في وسط وجنوب العراق جرّاء انخفاض مناسيب المياه إلى مستويات غير مسبوقة، يرافق ذلك التصحر وزيادة الملوحة، ما سيؤدي إلى انخفاض أعدادها وإنتاجياتها، وسط مطالبات بإتخاذ إجراءات موسّعة لاحتواء هذه الأزمة، وتحديث طرق ريّ الأراضي الزراعية للحد من استهلاك المياه.

ويشهد العراق منذ أسابيع انخفاض مناسيب المياه إلى مستويات قياسية، لاسيما في نهر دجلة بمحافظة ميسان، (جنوبي العراق)، على الرغم من أن موسم الصيف لم يأتِ بعد، وهو ما يُنذر بأزمة غذائية ناجمة عن جفاف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة وخروجها عن الاستخدام الزراعي، فضلاً عن نفوق آلاف الحيوانات أبرزها الجاموس.

أسباب شُحّ المياه

يعزو نائب رئيس لجنة الزراعة النيابية، حسين مردان، شُحّ المياه إلى أسباب كثيرة، أبرزها “إنشاء تركيا الكثير من السدود والنواظم التي تمنع وصول المياه، رغم وجود اتفاقيات سابقة تنص على إعطاء جزءاً من تلك المياه إلى العراق، فضلاً عن قلّة الأمطار، والتجاوزات الكثيرة على نهري دجلة والفرات وأفرعهما في المحافظات والمدن والقرى والأرياف”.

ويضيف مردان في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، “كذلك تجاوزات الفلاحين على الخطة الزراعية، حيث تمت زراعة 5 ملايين دونم فيما كانت الخطة مليون و800 ألف دونم، بالإضافة إلى وجود أكثر من 20 ألف بحيرة أسماك غير رسمية، ومن المتوقع خلال الأيام المقبلة استخدام حلول، منها تبطين الأنهر بالصب الكونكريتي، والريّ عبر الأجهزة الحديثة، للتقليل من هدر المياه”.

تهديد للأمن الغذائي

يشير الخبير الزراعي، الدكتور خطاب الضامن، إلى أن “التصحر وزيادة الملوحة وانخفاض الأعلاف وارتفاع أسعار المستورد منها، سوف يؤدي إلى تراجع أعداد وإنتاجية الثروة الحيوانية، خصوصاً في مناطق الأهوار والوسط والجنوب، ما سيهدد الأمن الغذائي في عموم العراق”.

ويؤكد الضامن في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، أن “احتواء أزمة الأمن الغذائي التي بدأت تظهر بارتفاع أسعار اللحوم خلال الأسابيع الماضية، تتطلب جهوداً حكومية موسّعة، وتطبيق سياسة واضحة للتكيّف المناخي، وتحديث طرق الريّ، فضلاً عن استخدام المياه الجوفية بما يضمن تحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي”.

خسائر فادحة

توضح إعلامية الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في البصرة، سلمى الحساني، أن “الجفاف وملوحة المياه في الأهوار وبعض المناطق من شمال البصرة يؤثر على القطّاع الزّراعي بشقّيه النباتي والحيواني، وتسبب صيف العام الماضي فقط، بنفوق أكثر من 5 آلاف رأس جاموس، ما ألحق خسائر فادحة بالمربين”.

وتضيف الحساني في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، أن “اللوم لا يقع على الحكومة المحلية والمركزية فقط، وذلك لأن البصرة تقع في ذنائب الأنهر، وبزل أنهر كل المحافظات يتركّز فيها، لأن أرضها واطئة فتحتاج إلى اطلاقات مائية كبيرة حتى تُغمر بالكامل، فضلاً عن ملوحة مياهها وتلوثها، ما تسبب بهجرة سكان الأهوار إلى مناطق أخرى”.

بيع للجاموس وهجرة

تقول المواطنة أم علي من محافظة الديوانية، “كانت لدي ثلاثة جواميس، وبسبب شُحّ المياه في العام الماضي قمت ببيع اثنين وأبقيت على واحدة للعيش منها” وتضيف لوكالة شفق نيوز، “وبسبب قلّة المياه والأعلاف اضطررت مؤخراً لبيع الجاموسة الأخيرة والهجرة إلى المدينة للبحث عن عمل آخر”.

زر الذهاب إلى الأعلى