الإجراءات التركية وبناء السدود وخصوصا سد اليسو كان لها الأثر البالغ على العراق من حيث انخفاض المناسيب الى مستويات غير مسبوقة خلال العام الماضي، ليتبعه انتعاش وقتي بفعل الامطار التي هطلت خلال الشتاء مارفعت نسبة المناسيب الى مستويات معقولة رغم استمرارها بالانخفاض، الا ان الأيام الحالية شهدت جفافا ينذر بكارثة حقيقية وخصوصا في نهر الفرات الذي شهد في بعض المناطق جفافا يحدث لأول مرة، الامر الذي ينذر بمعاناة كبيرة خلال الصيف المقبل.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “حجم الإطلاقات المائية من خارج العراق وصلت لـ 20% وهذا ما ينذر بخطر كبيرا يدعو لتحرك الجهات المعنية في الدولة للتدخل لحل الازمة دبلوماسيا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، خصوصا ان ازمة المياه التي بدأت قبل ثلاث سنوات لازالت سيادية اكثر مما هي إدارية او فنية من قبل الجهات العليا للبلد من اجل التفاوض على اطلاق حصص العراق المائية”.
من جانب اخر، أكد رئيس لجنة الزراعة النيابية الأسبق فرات التميمي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “الامطار الغزيرة التي هطلت في الأشهر 3 الماضية خلقت سيول بكميات جيدة بعضها تدفق الى بحيرات سدود ديالى ما أدى الى تحسن متفاوتة في قدراتها التخزينية لكن الوضع لايزال مثير للقلق لان حجم خزين بحيرة حمرين وهو الأهم لايزال دون مستوى الطموح، وبالتالي فأن خطر جفاف ديالى لم ينته و50% من مناطقها الزراعية مهددة بموسم قاسي إذا لم يجر ادامة البدائل المناسبة من اجل توفير الحد الأدنى من المياه لسقي الأراضي والبساتين”.
من جهة أخرى، حذر الخبير البيئي، احمد صالح نعمة في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” من استمرار انخفاض الخزين الاستراتيجي العراقي من المياه، حيث ان مناطق الاهوار تعاني من تراجع وانخفاض المناسيب، اذا وصلت نسبة غمر الاهوار الى 30 سم، لافتا الى ان نهر دجلة سيشهد خلال وقت قريب وصول اطلاقات مائية الى المحافظات الجنوبية، ولكنه لن يكون كافيا لانعاش الاهوار، حيث ان معظم الكميات التي ستصل ستذهب الى محطات الاسالة، خصوصا ان بعض محطات ميسان قد خرجت من الخدمة بسبب شح المياه، وبالتالي فأن الاهوار من المحتمل ان تشهد خلال الفترة القليلة المقبلة حالة جفاف، حتى مع زيادة الاطلاقات المائية من تركيا باتجاه نهر دجلة، بسبب انخفاض الخزين الاستراتيجي العراقي الى 8 مليار متر مكعب، وهذا لايكفي لموسم الصيف المقبل خصوصا ان الزراعة تستهلك 70 بالمئة من المياه في حين ان 30 بالمئة المتبقية تستخدم للاستهلاك البشري.