محلي

كارثة بشرية تهدد فيحاء العراق.. حياة الملايين في خطر

عدو خطير يهدد العراقيين منذ قرابة نصف قرن، فالبصرة أو محافظة “الأزمات” لم تكتف بمشاكل ابسط ما يقال عنها بـ”الكارثية”، بل تمددت إلى ما قد ينسف أبناءها، وينهي حياتهم عن بكرة أبيهم، فالعدو الجديد ليس المياه أو صراع العصابات أو خلاف عشائري، بل هو “الألغام” والمخلفات الحربية، التي تنذر بكارثة بشرية خطيرة في المحافظة.

وكانت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق هبة عدنان قد قالت، في وقت سابق، إن المخلفات الحربية القابلة للانفجار توجد على امتداد ما يزيد عن 3200 كيلومتر مربع من الأراضي، مشيرة إلى أن الألغام والمخلفات الحربية تسببت في سقوط نحو 700 ضحية بين عامي 2018 و2020.

وبهذا الصدد تؤكد النائبة عن محافظة البصرة زهرة البجاري، أن الألغام عدو قاتل وتنتشر في مساحات واسعة ويهدد حياة ملايين المواطنين.

وتقول البجاري في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، إن “الألغام والمخلفات الحربية الموجودة في المحافظات الجنوبية والوسطى سببها الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، وحرب الخليج، وحرب الخليج الثانية، وكذلك الأعمال التي قام النظام السابق، بالإضافة إلى تأثير التلوثات البيئية نتيجة عمليات استخراج النفط، والتي أدت إلى إصابات عديدة بالأمراض السرطانية”.

وتضيف، أنه “خلال الموازنات المالية السابقة دعينا إلى تخصيص مبالغ وموازنات كبيرة لحل هذه المشكلة الخطيرة والتي تنتشر على مساحات واسعة جدا في وسط وجنوب العراق”، مبينة أن “الألغام تسببت بوفيات عديدة أخرها كانت وفاة ستة أشخاص من عائلة واحدة ومقتل شخص أخر في محافظة البصرة بالزبير خلال أربعة أيام فقط”.

وتابعت البجاري، أن “الألغام والمخلفات الحربية تعد بمثابة عدو قاتل يلاحق أبناء الوسط والجنوب”، مطالبة بـ”ضرورة وجود عمل جدي وتحرك حكومي سريع لإيجاد الحلول اللازمة لمشكلة الانفلاقات المميتة التي فتكت بحياة الكثير من المواطنين وضحاياها تعدد بالمئات”.

من جانبه، كشف تقرير لموقع أن بي آر الاوربي ، أن المتفجرات والذخائر التي تخلفها الحروب تستغرق عملية التخلص منها عقودا وهذا هو الحال في العراق الذي شهد فترات طويلة من الحروب وحالة عدم الاستقرار.

ويذكر التقرير ان ” الذخائر والالغام غير المنفجرة والتي يعود تاريخها الى ثمانينيات القرن الماضي في مدينة البصرة مازالت تتسبب بإصابات قاتلة وخصوصا بالنسبة للأطفال الذين يصادفونها في طريقهم او أثناء لعبهم في مكان ما “.

ويضيف المدير القطري للمجموعة الاستشارية للألغام جاك مورغان إن “العراق يمتلك اكبر مساحة من الأراضي الملوثة بالألغام والمتفجرات في العالم “، مضيفا ان “أكثر من 1700 كيلومتر مربع من الأرض ملوثة بالمتفجرات ولذا يمكن القول إن هذا يجعل العراق أكثر دول العالم تلوثًا، وهي نتيجة عقود من الصراعات”.

عضو مجلس النواب انتصار الجزائر كشفت عن وجود حملة لرفع الألغام الحربية جراء الحروب التي خاضها العراق في الفترات السابقة، فيما عدت هذه المخلفات تشكل “خطرا كبيرا” على أبناء المحافظة.

وتؤكد الجزائري في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم”، إن “حملة جديدة لرفع كافة الألغام والمخلفات الحربية التي لم يتم معالجتها لحد الآن ستنطلق بعد تشكيل الحكومة الجديدة بشكل نهائي”، مؤكدة أن “هذه المخلفات الحربية تشكل خطرا كبيرا على المواطنين لقرب تواجدها من المناطق السكنية والتجارية”.

وتشير إلى، أن “البصرة تعتبر من أكثر المحافظات التي تأثرت بشكل مباشر من الحرب التي خاضها العراق في السابق بسبب موقعها الجغرافي القريب من البحر”، مبينة أن “هنالك العديد من المخلفات الحربية متواجدة داخل المناطق السكنية

رغم أن محافظة البصرة تعد رئة العراق ومصدر الأموال ، الا أن الأزمات التي تهددها قد تؤدي إلى تدمير “فينيسيا الشرق الأوسط”، فالمحافظة واقفة على حافة الهاوية؛ نتيجة ملوحة المياه التي تضرب نواحيها، والألغام التي تفجر أبنائها، لكن يبقى الهدف المنشود بـ”لفت أنظار” الحكومة المركزية، لاهتمام ولو بصورة مبسطة بمحافظة “الكوارث”.

زر الذهاب إلى الأعلى