منوعات

إشارات على شكل نبضات قلب تأتي من الفضاء البعيد

انتشر خبراً بين أرجاء العالم في الأعوام الماضية عن ظهور إشارات راديوية غريبة ومستمرة قادمة من مجرة بعيدة، واكتٌشف ذلك من قِبل علماء فلك من جامعات في جميع أنحاء كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فما هذه الإشارات وعلى ماذا تدل؟

نبضات قلب كونية

جاءت نبضات القلب الكونية أو الإشارات الراديوية الجديدة في عمق الفضاء لتتحدى مدى فهمنا للظواهر الغامضة في هذا الكون الشاسع، علماً بأن هذه الإشارة السريعة والتي تحمل اسم FBR ليست عبارة عن ظاهرة اعتيادية، بل إنها تتكرر في حالات نادرة جدًا، حيث تمتد ومضات الراديو التي تم رصدها من قِبل العلماء بين المجرات على ثلاث ثوانٍ، أي أطول من المعدل بألف مرة تقريباً، لذا تم اعتبارها ظاهرة غير مسبوقة في تدفقات الراديو السريعة، وخاصةً لأنها تسجّل تدفقات إشعاعية عالية الكثافة كل 0.2 ثانية خلال تلك الثواني الثلاث.

صرح عالم الفيزياء الفلكية دانيال ميشيلي من معهد كافلي للفيزياء الفلكية وأبحاث الفضاء التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “أن ما حصل من هذه الظاهرة غير مألوف، حيث كانت الإشارات الصادرة طويلة جداً، وامتدت ل3 ثوانٍ على أقل تقدير، مع الإشارة إلى أنها بلغت ذروتها من وقتٍ لآخرٍ بدقة لافتة، مما قاد إلى إنتاج صوت نبض مثل ضربات القلب في كل جزء من الثانية، وبشكل عام، هذه المرة الأولى التي تكون فيها الإشارة منتظمة ودقيقة بهذا الشكل.”

حقائق حول الإشارة الراديوية الكونية

بشكل عام، تعد تدفقات الراديو السريعة من الألغاز الكونية الأكثر صعوبةً وإبهاراً للعلماء في هذا الوقت، وتشير إلى تدفقات راديوية قوية على مستوى أطوال موجات الراديو التي تتوهج وتصدر من المساحات الواقعة بين المجرات خلال مدة قصيرة جداً، ويبث الوميض طاقة تصل إلى 500 مليون نجم مثل الشمس خلال مدة قصيرة جداً، وفيما يلي نذكر عدة معلومات حول هذه الإشارات:

يصعُب توقع هذا النوع من الإشارات، وذلك لأن التدفقات الراديوية تتوهج مرة واحدة ثم تختفي بالكامل، وعامةً يتم تنصيب تلسكوباً راديوياً في الاتجاه الصحيح لرصد مثل هذه التدفقات.

تبعث إشارات متكررة من نقطة واحدةً من السماء في حالات نادرة، وتعبّر عن التدفقات الراديوية السريعة المتكررة، ويمكن للعلماء تحليل الإشارات الصادرة بالتفصيل في هذه الحالة بسبب تكرارها بشكل مستمر، ببساطة يمكن تحقيق ذلك عبر توجيه تلسكوب نحو السماء، علماً بأنه لا يوجد أي معلومات لديهم حول ما إذا كانت الآلية المستخدمة نفسها مسؤولة عن جميع التدفقات الراديوية السريعة.

تختلف الإشارات الراديوية الكونية بالكثير من الخصائص، مثل التشتت، والطول الموجي، والكثافة، والاستقطاب، ويحمل كل تدفق راديوي سريع دليلاً مهماً، ففي عام 2020 رصد العلماء إشارة سريعة كانت منبعثة من داخل مجرة درب التبانة، واعتقد العلماء أنها قادمة من نجم نيوتروني اسمه ” النجم المغناطيسي” مما قد يُثبت أن هذه الأجسام عالية الكثافة وممغنطة ويمكن أن تكون مسؤولة عن جزء من التدفقات الراديوية السريعة على الأقل.

رُصدت العديد من الإشارات الراديوية الكونية بخصائص مختلفة إلى هذه اللحظة، حيث يوحي بعضها بأنه موجود في بيئات نظيفة، أما البعض الآخر فيقع في داخل النجوم ويبدو مضطرباً جداً، ويمكن القول أنّ المصدر محاطاً بسحابة بلازما مضطربة جداً استناداً إلى خصائص الإشارة الجديدة.

في النهاية، لا بد من الإشارة إلى أهم ما يبحث عنه قارئ هذه المعلومات، ألا وهو السبب وراء صدور مثل هذه الإشارات، وبالرغم من عدم يقين العلماء ومعرفتهم للسبب الحقيقي وراء هذه الإشارات الكونية التي تعد من أكثر ألغاز الكون غموضاً، إلا أنها قد تكون قادمة من مجرة تبعد حوالي مليار سنة ضوئية، ولكن ما الموقع الدقيق لهذه الإشارات، وما سبب الانفجار؟ فلا تزال هذه الأسئلة مطروحة على طاولة علماء الفلك.

زر الذهاب إلى الأعلى