العلماء يجدون “رابطا جرثوميا” بين نظام غذائي شائع ومرض السرطان
يمكن القول إن الأدلة التي تربط النظام الغذائي بالسرطان وفيرة، لكن الآليات الكامنة وراء هذه العلاقة لا تزال مجهولة إلى حد كبير.
واكتشفت دراسة جديدة وجود صلة جرثومية بين نظام غذائي واحد وسرطان القولون.
وهناك دليل على أن اتباع نظام غذائي صحي هو المحدد الرئيسي للبقاء على قيد الحياة والوقاية من السرطان. وهذا ينطبق بشكل خاص على سرطان القولون، والذي يحدث غالبا بسبب سوء التغذية. ووفقا لدراسة جديدة، قد يؤدي نمط غذائي واحد إلى الإصابة بسرطان القولون عن طريق تغيير البكتيريا في الأمعاء.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن الجراثيم المعوية قد تكون في قلب الارتباط بين النظام الغذائي الغربي وسرطان القولون.
وتعزز النتائج البحث السابق الذي يربط بين النظام الغذائي القائم على النمط الغربي – الغني باللحوم المصنعة والسكر والحبوب المكررة والكربوهيدرات – بهذا المرض.
وقال المعد المقابل للدراسة، شوجي أوجينو: “تدعم هذه النتائج فرضيتنا القائلة بأن الحميات ذات النمط الغربي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال تأثيرها على بكتيريا الإشريكية القولونية. وهذه هي الدراسة الأولى التي تربط النظام الغذائي الغربي ببكتيريا مسببة للأمراض في السرطان. وسؤالنا التالي هو أي مكون من مكونات النظام الغذائي الغربي ونمط الحياة يتعلق بسرطان القولون والمستقيم الذي يحتوي على هذه الأنواع البكتيرية”.
وتوصل فريق الباحثين من مستشفى بريغهام والنساء، إلى الاستنتاج من تحليل البيانات من أكثر من 134000 مشارك.
وحلّلت الأنماط الغذائية إلى جانب الحمض النووي من سلالات الإشريكية القولونية الموجودة في أكثر من 1000 من أورام القولون والمستقيم.
وكان تركيز الدراسة على تحديد السلالات البكتيرية التي تحمل الإنزيم المميز المعروف باسم بوليكيتيد سينثيز (pks).
وسبق أن ثبت أن هذا الإنزيم يسبب طفرات في الخلايا البشرية، وهي سمة أساسية من سمات السرطان.
ووجد الفريق أن النظام الغذائي الغربي كان مرتبطا بأورام القولون والمستقيم التي تحتوي على كميات كبيرة من pks + E.coli، ولكن ليس الأورام التي تحتوي على كمية قليلة أو معدومة من pks + E.coli.
وتشرح جمعية السرطان الأمريكية: “ربطت الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم. كذلك، قلل من تناول اللحوم الحمراء (لحم البقر أو الضأن) واللحوم المصنعة، والتي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم”.
وقدم العلماء تفسيرات مختلفة للعلاقة بين اللحوم المصنعة والسرطان.
ويلقي أحدهم باللوم على الأمينات الحلقية غير المتجانسة (HCAs) – وهو منتج ثانوي للحوم يتم إطلاقه أثناء التعرض للحرارة العالية.
ويضيف Harvard Health: “قد تلعب HCAs دورا، ولكن نظرا لأن المستويات العالية يمكن أن تكون موجودة أيضا في الدجاج المطبوخ، فمن غير المرجح أن تكون التفسير الكامل”.
والسبب المحتمل الآخر المتورط في حالة اللحوم المصنعة هو المواد الحافظة، وخاصة النترات.
ومع ذلك، فإن هذه المواد الحافظة، التي يتم تحويلها إلى مادة النتروزامين المسرطنة أثناء الهضم، لا توجد في اللحوم الطازجة.
وقد ينطوي النهج الغذائي الأكثر حكمة على زيادة استهلاك الخضروات والفواكه والأسماك والبقوليات والحبوب الكاملة.
وغالبا ما يشار إلى سرطان القولون والمستقيم، المعروف أيضا باسم سرطان القولون، بالسرطان الخفي لأنه نادرا ما ينتج عنه أعراض في المراحل الأولية.