تفسير “تسونامي غامض” انتشر حول العالم العام الماضي
في شهر أغسطس من العام الماضي، انتشر تسونامي مفاجئ في جنوب المحيط الأطلسي إلى مسافات تزيد عن 10000 كيلومتر، منتشرة عبر شمال الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُسجّل فيها تسونامي في ثلاثة محيطات مختلفة منذ زلزال المحيط الهندي عام 2004، واكتشف العلماء الآن فقط كيفية حدوث الأمواج.
وقيس مركز الزلزال في أغسطس على بعد 47 كيلومترا تحت قاع المحيط، وهو أعمق من أن يتسبب في حدوث موجات تسونامي كبيرة، حتى واحدة ذات موجات صغيرة نسبيا يتراوح ارتفاعها بين 15 و75 سم (6 إلى 30 بوصة).
ولكن كما اتضح، لم يكن هذا التسونامي نتاجا لزلزال واحد بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر. وتشير نظرة جديدة على البيانات الزلزالية إلى أنها كانت في الواقع سلسلة من خمسة زلازل فرعية، وفي وسطها، كانت تختبئ قعقعة أكبر بكثير وأقل عمقا والتي ربما كانت السبب وراء تسونامي العالمي.
وضرب هذا الزلزال الثالث “غير المرئي” 15 كيلومترا فقط تحت سطح الأرض بقوة 8.2. ولكن في وسط الزلازل، أخطأت أنظمة المراقبة تماما.
ويوضح عالم الزلازل زهي جيا، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “الحدث الثالث خاص لأنه كان ضخما وكان صامتا. في البيانات التي ننظر إليها عادة [لرصد الزلازل]، كانت غير مرئية تقريبا”.
وبعد تقطيع البيانات الزلزالية إلى فترات أطول من 500 ثانية، تمكن جيا وزملاؤه من الكشف عن وجود زلزال ضحل وبطيء لم يسبق له مثيل.
وبين مجموعات من التمزقات المنتظمة الأخرى، وجدوا قعقعة لمدة 3 دقائق أدت إلى تمزق جزء 200 كيلومتر من واجهة الصفيحة. وإجمالا، شكل هذا الحدث الواحد أكثر من 70% من إجمالي العزم الزلزالي المسجل.
وهكذا، يستنتج الباحثون: “يبدو أن زلزال جزيرة Sandwich الجنوبية مزيج من التمزق العميق والانزلاق البطيء لأمواج التسونامي؛ وهذا يفسر المزيج غير المعتاد إلى حد ما من العمق الكبير نسبيا والتسونامي المرصود عالميا”.
وتشير النتائج إلى أن أنظمة الإنذار من الزلازل والتسونامي لدينا بحاجة إلى التحديث. وإذا أردنا تحذير المجتمعات الساحلية من أحداث مماثلة، فإن أنظمتنا بحاجة إلى القراءة بين خطوط الزلازل لرؤية الزلازل الأكبر.
وتميل أنظمة مراقبة الزلازل إلى التركيز على الفترات القصيرة والمتوسطة من الموجات الزلزالية، ولكن يبدو أن الفترات الأطول تحتوي أيضا على معلومات مهمة.
ويقول جيا: “من الصعب العثور على الزلزال الثاني لأنه مدفون في الزلزال الأول. ونادرا ما يتم ملاحظة الزلازل المعقدة مثل هذه، وإذا لم نستخدم مجموعة البيانات الصحيحة، فلا يمكننا حقا رؤية ما كان مخفيا بداخله”.
وتقول عالمة الجيولوجيا جوديث هوبارد، التي تعمل في مرصد الأرض في سنغافورة والتي لم تشارك في البحث الحالي، إنها ممتنة لأن الآخرين ينقبون في بيانات تسونامي غير المتوقعة لفهم أفضل من أين أتت. ومع هذه الزلازل المعقدة، يحدث الزلزال ونفكر، لم يكن ذلك كبيرا، فلا داعي للقلق. وبعد ذلك يضرب تسونامي ويسبب الكثير من الضرر.
وهذه الدراسة هي مثال رائع لفهم كيفية عمل هذه الأحداث، وكيف يمكننا اكتشافها بشكل أسرع حتى نتمكن من الحصول على مزيد من التحذير في المستقبل.