رصد 4 أجسام غامضة لا تشبه أي اكتشاف فلكي
اكتشف علماء الفلك 4 أجسام باهتة دائرية للغاية وأكثر إشراقا على طول حوافها في أطوال موجات الراديو وسط أعماق الفضاء، ولا تشبه أي فئة من الأجسام الفلكية التي شوهدت من قبل.
وسميت الأجسام، التي تبدو كجزر بعيدة على شكل حلقة، بدوائر راديوية غريبة أو ORCs، لشكلها وخصائصها الشاملة. ولا يعرف الفلكيون بعد مدى بعدها، ولكن يمكن ربطها بالمجرات البعيدة.
وفي ورقة بحثية جديدة تشرح بالتفصيل الاكتشاف، يقدم الفلكيون عدة تفسيرات محتملة، لكن لا شيء يناسب جميع ORC الأربعة الجديدة. وبعد استبعاد أجسام مثل المستعرات الأعظمية، والمجرات المكونة للنجوم، والسدم الكوكبية، والعدسات الثقالية – تأثير مكثف بسبب انحناء الزمكان بواسطة الأجسام الضخمة القريبة – من بين أشياء أخرى، يتوقع الفلكيون أن الأجسام يمكن أن تكون موجات صدمة متبقية من حدث خارج المجرة أو ربما نشاط من مجرة راديوية.
وقالت كريستين سبيكنز، عالمة الفلك في الكلية العسكرية الملكية بكندا وجامعة كوين، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: “قد تشير الأجسام إلى ظاهرة جديدة لم نلاحقها بعد. قد تكون امتدادا لفئة من الأجسام المعروفة سابقا لم نتمكن من استكشافها”.
وأضافت سبيكينز أن الأجسام يمكن أن تحدث أيضا بسبب ظواهر مختلفة. جميع ORCs الأربعة مشرقة عند أطوال موجات الراديو، ولكنها غير مرئية في الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية. ولكن اثنتين من ORCs لهما مجرات في مركزهما يمكن رؤيتها بأطوال موجية مرئية، ما يشير إلى أن هذه الأجسام ربما تكونت من تلك المجرات. ويبدو أيضا أن هناك ORCs متقاربان جدا، ما يعني أنه يمكن ربط أصولهما.
ورصد علماء الفلك 3 من الأجسام أثناء رسم خريطة سماء الليل بترددات الراديو، وهو جزء من مسح تجريبي لمشروع جديد يسمى خريطة تطور الكون (EMU). واستخدم الفريق المصفوفة الأسترالية المربعة الكيلومترية، أو ASKAP، في الفترة من يوليو إلى نوفمبر في عام 2019.
ووجدوا الجسم الرابع في بيانات الأرشيف التي جُمعت بواسطة تلسكوب راديو عملاق MetreWave في الهند. وساعد ذلك علماء الفلك على تأكيد الأجسام على أنها حقيقية، وليست شذوذا ناجما عن مشاكل مع تلسكوب ASKAP أو الطريقة التي تم بها تحليل البيانات.
ومع اكتشاف أربعة فقط من هذه الأجسام الغريبة حتى الآن، لا يمكن لعلماء الفلك أن يستكشفوا بعد الطبيعة الحقيقية لهذه الهياكل. ولكن مسح EMU بدأ للتو، ويتوقع علماء الفلك أن يكشفوا عن أجسام أكثر غرابة.
وتوقع علماء EMU أن يجد المشروع زهاء 70 مليون جسم راديوي جديد – ما يوسع القائمة الحالية لنحو 2.5 مليون.
وقُدّمت الورقة البحثية، المتاحة على موقع ما قبل الطباعة arXiv، للنشر في مجلة Nature Astronomy، حيث ما تزال قيد المراجعة.