“وضع مرعب”.. العراق عند آخر محطة خزنية للمياه
يواجه العراق موتاً تدريجياً بسبب شح المياه ووصول البلاد إلى آخر محطة خزنية، وفيما تخطت أزمة توفير مياه الشرب القرى وبدأت تظهر في المدن، تستمر دول الجوار بقطع الإطلاقات المائية، وسط دعوات بضرورة تدويل الملف، كونه من الجرائم ضد الإنسانية.
الخبير في مجال المياه، تحسين الموسوي، قال في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، إن “العراق يواجه موتاً تدريجياً بدأ من ذنائب الأنهر في مناطق الجنوب والوسط، وكان الكلام سابقاً يدور حول شح المياه، ولكن الآن وصلت البلاد إلى الإفلاس”.
وأوضح، أن “البلاد وصلت حالياً إلى آخر محطة خزنية وهي الثرثار، وما تبقى من هذه البحيرة لا يصلح للاستهلاك والزراعة، فيما تشير التوقعات إلى سنوات جافة مُقبلة”.
وأضاف الموسوي، أن “الحديث في الوقت الراهن عن أمن المياه، وليس عن الإطلاقات المائية شبه المقطوعة من دول الجوار، وبسببها وصلت البلاد إلى هذا الحال”.
وبيّن الخبير المائي، أن “أمن المياه يشهد ارتفاعاً في نسب الملوّثات خاصة في مناطق الوسط والجنوب، وتنتج عنها تسجيل أمراضاً وبائية خطيرة، منها السرطان، بسبب تلوّث المياه”.
وشدد على ضرورة قيام وزارة الخارجية بـ”تدويل ملف المياه، لأنه في القانون الدولي يعد من الجرائم ضد الإنسانية، ومن يُسبّب التلوّث عليه دفع الضرر، ولكن لا توجد حركة على هذا الجانب، كذلك كان من المفترض إيقاف الزراعة بصورة عامة في البلاد، لأن الوضع الحالي طارئ جداً، ولا يسمح بالزراعة”.
وتابع الموسوي: “أزمة توفير مياه الشرب لم تعد تقتصر على القرى البعيدة، وإنما وصلت إلى المدن، فالوضع مفجع وكارثي، وأصبح حوض أنهر بعض المناطق ساحة للعب كرة القدم، وهذا مشهد مرعب”، لافتاً إلى أن “البلاد بحاجة إلى إطلاقات بحدود 100 مليار لمعادلة خزانات المياه الجافة حالياً”.
ويعاني العراق منذ سنوات عدة من أزمة جفاف خطيرة جراء عدم التزام دول المنبع بتزويد البلاد بحصصها المائية، إلى جانب شح الأمطار، وتفاقم الأزمة في السنوات الثلاث الأخيرة لتصل ذروتها خلال العام الحالي حيث جفت العديد من الأنهار والأهوار وانخفضت مناسيب نهريّ دجلة والفرات بشكل كبير.