تحذيرات من ظاهرة فضائية يمكنها “محو” الكون بأكمله
كشفت عالمة فيزياء نظرية أن الثقوب السوداء يمكن أن تشكل “مشكلة خطيرة” للحياة في المستقبل البعيد، حيث أن لديها القدرة على محو اللبنات الأساسية للكون.
وتتشكل الظواهر الكونية عندما تنهار النجوم الضخمة، ويمكن أن تستمر في النمو عن طريق الامتصاص والاندماج مع الثقوب السوداء الأخرى. ولوحظ هذا التفاعل لسنوات ويستخدمه العلماء لتحديد وجودها، حيث يٌطلق الإشعاع كضوء مرئي عبر الفضاء.
واكتشف علماء الفلك العديد من الثقوب السوداء النجمية في الأنظمة الثنائية، ويعتقدون أن مجرة درب التبانة تحتوي على ثقب أسود هائل.
ولكن الدكتورة أليساندرو سفوندريني، من معهد الفيزياء النظرية، كشفت لقناة “Kurzgesagt” على “يويتوب، أن الثقوب السوداء تستطيع “محو الكون نفسا” يوما ما.
وفي مقطع فيديو أنتج بمساعدتها، أوضح برنامج العلوم الألماني: “تشع الثقوب السوداء كتلتها بعيدا، مثل وعاء ساخن على موقد يفقد الماء كبخار. وهذا يسمى إشعاع هوكينغ، تفقد الثقوب السوداء باستمرار قدرا ضئيلا للغاية من كتلتها، وهي عملية بطيئة بشكل لا يصدق. هذا يحدث باستمرار ودون توقف، ومع تقدمه يتسارع أكثر فأكثر”.
ويضيف: “في المستقبل البعيد، عندما يموت آخر نجم في الكون لتريليونات السنين، ستصبح الثقوب السوداء أصغر وأصغر حتى تتبخر وتختفي، تاركة وراءها القليل من الإشعاع. ولكن هذه مشكلة لأنه في عملية اختفاء الثقوب السوداء، قد تحذف شيئا أساسيا – معلومات، ليست ملموسة وعادة ما تُفهم على أنها خاصية لترتيب الجسيمات. تخيل مجموعة من ذرات الكربون، رتبهم بطريقة معينة وستحصل على الفحم. رتبهم بطريقة مختلفة، وستحصل على الماس. الذرات هي نفسها، ما يتغير هو المعلومات. إذا جعلنا هذا أكثر تعقيدا وأضفنا بضع ذرات أخرى، نحصل على موزة. اللبنات الأساسية لكل شيء في الكون هي نفسها، ولا تهتم إذا كانت جزءا من طائر أو صخرة أو فنجان قهوة”.
وتابع: “بدون معلومات، كل شيء في الكون سيكون كما هو. ووفقا لنظرية ميكانيكا الكم، فإن المعلومات غير قابلة للتدمير. قد يتغير شكلها، لكن لا يمكن فقدها أبدا – على سبيل المثال، إذا قمت بحرق قطعة من الورق، فستحصل على رماد لن يتحول إلى ورق مرة أخرى. ولكن، إذا كنت قادرا على جمع كل ذرة كربون في الرماد بعناية، وقياس الخصائص الدقيقة للدخان والحرارة المنبعثة من النار، يمكنك، من الناحية النظرية، إعادة بناء الورقة. المعلومات الواردة في الورقة ما تزال في الكون. لم تضع”.
ومع ذلك، كشفت القناة سبب قيام الثقوب السوداء بإلقاء هذه الفكرة خارج النافذة. وخلصت في عام 2017: “هذا هو المكان الذي تقودنا فيه الثقوب السوداء. تخبرنا المعلومات كيف تختلف الأشياء عن بعضها البعض. أما الثقوب السوداء فتفعل العكس – تأخذ أشياء مختلفة وتجعلها متشابهة. إنها تدمر المعلومات. وهذا يخلق مفارقة المعلومات، وهذه مشكلة خطيرة – من الأساسي لجميع قوانين الفيزياء لدينا أن المعلومات لا يمكن أبدا أن تضيع. موجودة وليست موجودة. من دون معلومات، كل شيء نسبي”.