العراق.. اكتشاف أنقاض إحدى “القلاع المفقودة” للمملكة البارثية
اكتشف علماء الآثار العراقيون والألمان في كردستان العراق أنقاض مدينة ناتونيا القديمة، التي كانت قلعة جبلية كبيرة لمملكة الديابيين (حديابين)، التابعة للأمبراطورية الفرثية.
ويقول مايكل براون الباحث العلمي في جامعة هايدلبرغ الألمانية، “أحد أسماء هذه المدينة هو Natunissarokerta، وهو اسم مزيج من اسم الملك Natunissar وتسمية القلعة باللغة الفارسية القديمة. وهذه التسمية تتوافق تماما مع المدينة التي درسناها”.
وكانت مملكة أديابين واحدة من الدول القديمة التي كانت قائمة في شمال بلاد ما بين النهرين (العراق حاليا) في النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد. كانت في البداية تابعة للإمبراطورية الأشورية، ولكن في القرن الثاني قبل الميلاد أصبحت تابعة للمملكة البارثية لغاية غزو جحافل الأمراطورية الرومانية لأديابين.
ويشير براون، إلى أن الجدال بين المؤرخين يدور حول مكان وجود مدينة تسمى ناتونيا (Natunia في Kapros أو Natunissarokerta إحدى حصون Adiabene الكبيرة، وما إذا كانت موجودة من حيث المبدأ. لأن الإشارات الوحيدة التي عثر عليها كانت على العملات المعدنية الفريدة التي عثر عليها في عام 1955 في مدينة نصيبس الأرمنية القديمة، التي كانت لفترة طويلة تحت حكم حدياب.
وتجدر الإشارة، إلى أن براون وزملاءه اكتشفوا الموقع المحتمل لمدينة ناتونيا القديمة خلال عمليات الحفر الجارية في منذ عدة عقود في جبال زاغروس بإقليم كردستان، حيث كانت تقع المناطق الشمالية لمملكة أديابين.
ويذكر أن علماء الآثار اكتشفوا عام 2009 في منطقة رابانا ميركولي على نهر كابروس (الزاب الأسفل) أنقاض قلعة كبيرة قديمة تقع في أعالي الجبال.
ويشير براون، إلى أن النقوش البارزة والتماثيل المكتشفة هنا متشابه في أسلوبها مع صور ملوك أديابين المفترضين، التي وجدت في أنقاض مدينة الحضر، إحدى المدن البارثية، ووفقا للباحثين، يشير هذا التشابه، وكذلك موقع القلعة في مجرى نهر كابروس، إلى أنها مدينة ناتونيا أو جزء أساسي منها.