دراسة تزعم أن الكحول قد يفيد بعض الناس
كشف التحليل التلوي الشامل للبيانات، مجموعات الأشخاص الأكثر ميلا لتناول المشروبات الكحولية، وكذلك مجموعة من الناس تفيدها جرعة صغيرة من الكحول.
وتشير مجلة The Lancet، إلى أن هذه الدراسة أجريت في إطار مشروع “عبء المرض العالمي” (Global Burden of Disease). وقد درس الباحثون مخاطر تناول الكحول للصحة بما فيها الإصابات وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. واستخدم الباحثون في هذه الدراسة بيانات عن الرجال والنساء تتراوح أعمارهم ما بين 15-95 عاما من 204 دول.
واتضح، أن 1.34 مليار شحص في العالم تناولوا الكحول عام 2020 ، منهم 1.03 مليار رجل و0.312 مليار امرأة. وأظهرت نتائج التحليل، أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-39 عاما يضرهم تناول الكحول. منهم 59.1 بالمئة تناولوا جرعة واحدة من الكحول أعلى من المستوى الآمن. وأن 76.7 بالمئة رجال، يمثلون 60 بالمئة من الإصابات المرتبطة بتناول الكحول بما فيها حوادث السيارات والانتحار والقتل.
واستنادا إلى هذه النتائج، يوصي الباحثون، بإعادة النظر بجرعة الكحول المسموح بها لمن هم دون الأربعين من العمر.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عاما ولا يعانون من الأمراض المصاحبة، فإن شرب كمية صغيرة من الكحول (1-2 كوب من النبيذ الأحمر مثلا) يمكن أن يفيد في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطة الدماغية ومرض السكري.
ووفقا للأطباء، يجب التعامل مع المعلومات التي تشير إلى فائدة الكحول بحذر. ويقول الدكتور ميخائيل تيتيوشكين، عالم المخدرات وأخصائي علم النفس،إضافة إلى أن الكحول أكثر خطورة وضررا للمراهقين والشباب، لعدم اكتمال شخصيتهم، فهو يبقى ساما في جميع الأحوال.
ويقول، “هناك الكثير من العوامل، التي تؤثر على خطورة الكحول أو عدمها بالنسبة لشخص ما. لأنه حتى إذا أخذنا ما يسمى جرعة آمنة من الكحول، فإنها تبقى كذلك بالضبط، حتى إذا تم تحييدها تمامًا من قبل الجسم على مستوى الجهاز الهضمي: إذا كان الكبد يتعامل، والكحول يدمره فقط، وهذا الشخص السعيد لديه الكثير من الأكباد، فحينها يمكننا التحدث عن بعض الجوانب الإيجابية المحتملة للكحول، مثل النبيذ الأحمر: مضادات الأكسدة ، وحماية القلب (هذه أمور نسبية من حيث الأدلة) “.
ويضيف، التأثير الضار للكحول أكبر بكثير من فوائده المحتملة. أي قد تكون نتائج هذه الدراسة مفيدة للبحث العلمي، ولكنها من حيث التطبيق تجلب أضرارا جسيمة. لأنه عندما ينصح الطبيب بتناول كوب أو فنجان من النبيذ الأحمر، نادرا ما يلتزم المريض بذلك ويشرب حتى الثمالة، فتصبح أضراره أكثر بكثير من فوائده.
ومن جانبهم، يعترف الباحثون أيضًا ببعض أوجه القصور في المقالة. فمثلا، لم تشمل الدراسة أنماط الشرب، لذلك لا تميز بين الأشخاص الذين يشربون أحيانًا كميات كبيرة من الكحول والذين يشربون بانتظام. بالإضافة إلى ذلك ، استندت الدراسة إلى كمية الكحول المستهلكة التي أبلغ عنها كل مشترك بنفسه، وقد يكون هذا سببا في حدوث أخطاء في الحسابات.