دراسة: بعض الفيروسات تغير رائحة المصابين بها لتجعلهم أكثر جاذبية للبعوض
توصلت دراسة جديدة إلى أن بعض الفيروسات يمكن أن تغير رائحة الجسم لتصبح أكثر جاذبية للبعوض.
وقال الباحثون إن فيروسات زيكا وحمى الضنك تغير رائحة الفئران والبشر عندما تصيبهم. والرائحة المعدلة تجذب البعوض الذي يلدغ المضيف ويشرب دمه المصاب ثم ينقل الفيروس إلى ضحيته التالية.
وأشار بنغوا وانغ، الأستاذ المساعد في علم المناعة بجامعة كونيتيكت، في مقال نشر في The Conversation، إلى أن البعوض هو أكثر الحيوانات فتكا في العالم، حيث يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا بسبب أمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء وحمى الضنك وزيكا وحمى الشيكونغونيا.
ويمكن للبعوض الذي يلدغ شخصا مصابا بالفيروس أن ينقله إلى الشخص التالي الذي تلدغه الحشرة.
وتلعب عوامل مثل درجة حرارة الجسم وثاني أكسيد الكربون من نفس الشخص والرائحة دورا في كيفية اختيار البعوضة لهدفها التالي.
ووجدت دراسات سابقة أن الفئران المصابة بالملاريا قد تغيرت رائحتها بطريقة تجعلها أكثر جاذبية للحشرات.
وأشار البروفيسور وانغ إلى أن الباحثين “وضعوا الفئران المصابة بفيروس حمى الضنك أو فيروس زيكا والفئران والبعوض غير المصابة في واحد من ثلاثة أقسام لغرفة زجاجية”.
وقال: “عندما طبقنا تدفق الهواء عبر غرف الفئران لتوجيه روائحها نحو البعوض، وجدنا أن المزيد من البعوض اختار الطيران نحو الفئران المصابة مقارنة بالفئران غير المصابة”.
وأضاف البروفيسور وانغ: “بعد وضع مرشح في الغرف الزجاجية لمنع روائح الفئران من الوصول إلى البعوض، وجدنا أن عدد البعوض الذي يطير باتجاه الفئران المصابة وغير المصابة كان مماثلا”.
وقال إنه عُثر على ثلاثة من أصل 20 مركّبا كيميائيا غازيا من الرائحة التي تبعثها الفئران المصابة “لتحفيز استجابة كبيرة في هوائيات البعوض”.
واجتذب أحد المركبات الثلاثة – الأسيتوفينون – عددا من البعوض أكثر من عنصر التحكم عند تطبيقه على الفئران وأيدي متطوعين من البشر.
وأنتجت الفئران المصابة الأسيتوفينون 10 مرات أكثر من الفئران غير المصابة، وفقا للبروفيسور وانغ.
وشرح البروفيسور وانغ: “بالمثل، وجدنا أن الروائح التي جمعت من إبط مرضى حمى الضنك تحتوي على كمية من الأسيتوفينون أكثر من تلك الموجودة في الأشخاص الأصحاء. وعندما قمنا بتطبيق روائح مرضى حمى الضنك من ناحية أحد المتطوعين ورائحة الشخص السليم من ناحية أخرى، كان البعوض دائما أكثر انجذابا لليد برائحة حمى الضنك”.
وأشار إلى أن الاكتشافات الجديدة تشير إلى أن فيروسات حمى الضنك وزيكا يمكن أن تزيد من كمية الأسيتوفينون المنتجة، ما يجعل الشخص أكثر جاذبية للحشرات.
والأسيتوفينون هو مادة كيميائية تُستخدم في العطور بالإضافة إلى أحد المنتجات الثانوية الأيضية التي تنتجها بكتيريا الجلد وفي أمعاء الإنسان والفأر.
وأوضح البروفيسور وانغ أن البعوض “كان أقل انجذابا إلى الفئران التي تواجه نضوب بكتيريا الجلد”، ما قد يشير إلى أن “ميكروبات الجلد هي مصدر أساسي للأسيتوفينون”.
ووجد الباحثون أن البكتيريا العصوية (Bacillus)، كانت “منتجا رئيسيا للأسيتوفينون” والذي اكتُشف بأعداد أكبر من المعتاد على الفئران المصابة.
وشرح البروفيسور وانغ: “هذا يعني أن فيروسات حمى الضنك وزيكا كانتا قادرتين على تغيير رائحة مضيفهما عن طريق تغيير ميكروبيوم الجلد”.
وقال الباحثون إن فيتامين A يمكن أن يستخدم لمواجهة تغير الرائحة، مشيرين إلى أن “نقص فيتامين A شائع في البلدان النامية”.
وأضافوا: “هذا هو الحال بشكل خاص في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرق آسيا، حيث تنتشر الأمراض الفيروسية التي ينقلها البعوض. وتتمثل خطواتنا التالية في التحقق مما إذا كان فيتامين A الغذائي أو مشتقاته يمكن أن يقلل من جذب البعوض للأشخاص المصابين بفيروس زيكا وحمى الضنك، وبالتالي تقليل الأمراض التي ينقلها البعوض على المدى الطويل”.