قصاصة شريط لاصق فجرت فضيحة “ووترغيت” المدوية
تسببت يقظة حارس ليلي في مبنى مقر الحزب الديمقراطي في واشنطن بالكشف عن فضيحة “ووترغيت” التي تسببت باستقالة الرئيس ريتشارد نيكسون.
وتبين أن وراء عملية “السرقة” الفاشلة التي اكتشفها الحارس فرانك ويلز للتو، فضيحة من العيار الثقيل. فقد كلف مسؤولون على ارتباط بالبيت الأبيض خمسة رجال بزرع أدوات تجسس والتقاط صور لوثائق داخلية، بحثاً عن معلومات تورط معارضين لنيكسون.
وبعد سنتين على ذلك وللمرة الوحيدة في تاريخ البلاد، اضطر الرئيس الجمهوري المتهم بمحاولة طمس القضية، إلى الاستقالة، لتجنب مهانة إقالته.
“شريط لاصق على باب”
وترجع تفاصيل القصة إلى ليل 16 إلى 17 يونيو من عام 1972 حيث كان الحارس فرانك ويلز البالغ 24 عاما يقوم بجولته الاعتيادية في ممرات مبنى “ووترغيت” الفخم في العاصمة الأمريكية، بسحب تقرير لوكالة “رويترز”.
وفي هذه الأثناء، لاحظ الحارس قصاصة شريط لاصق على قفل باب في طابق تحت الأرض ما حال دون أن يوصد، لم يثر الأمر قلقه في البداية فبادر إلى إزالة الشريط اللاصق ووضعه في جيبه وواصل جولته.
لكن خلال عودته لاحظ وجود قصاصة أخرى، وهنا تنبه لاحتمال أن تكون هناك محاولة سرقة، فاتصل فورا بالشرطة.
وبعد ارتيابه من الشريطين، دون الحارس في سجل “ووترغيت” المحفوظ في الأرشيف الوطني: “عثرت على قصاصة شريط لاصق على باب واتصلت بالشرطة لإجراء عملية تفتيش”.
وحضرت الشرطة إلى المكان “في غضون دقيقة أو دقيقة ونصف الدقيقة” على ما روى الشرطي جون باريت في مقابلة عام 2017 عبر محطة “إيه بي سي نيوز”. وكان مع زميله بول ليبر بالزي المدني.
وقد صب ذلك في مصلحتهما على الأرجح، إذ إن الفريد بالدوين الذي كان يفترض أن يقوم بمهام الحرسة خلال عملية توغل الرجال الخمسة لم يرهما على الفور. وربما كان اهتمامه منصبا على مشاهدة فيلم رعب عبر التلفزيون.
وروى باريت: “كان شاخصا إلى جهاز التلفزيون. وكان الأوان قد فات عندما أبلغ الآخرين فلاذوا بالفرار واختبأوا كالفئران”.
وعند دخولهما المبنى لاحظ الشرطيان وجود قصاصات شريط لاصق على أبواب عدة، وأدركا أن ثمة أمرا مشبوها، وقال الشرطي بول ليبر عبر “إيه بي سي”: “لقد ارتفعت نسبة الأدرينالين فجأة”.
واكتشفا مكاتب تعرضت للتفتيش بشكل عشوائي واشتبها بأن الرجال لا يزالون داخل المبنى، فراحا يبحثان عنهم قاعة بعد أخرى، وفجأة رصد جون باريس، ذراعا، وروى: “شعرت بخوف كبير، وقد أكون صرخت اخرجوا رافعين أيديكم وإلا أصبتكم بالرأس، فارتفعت عشر أياد وخرجوا”.
وتم إيقاف خمسة أشخاص وهم جيمس ماكورد وفيرجيليو غونزاليس وفرانك ستورجيس ويوجينيو مارتينيس وبرنارد باركر.
وأدرك الشرطيان سريعا أن الأمر لا يتعلق “بحدث عادي” على ما أكد جون باريت.
وأوضح باريت أن الرجال الخمسة كانوا يرتدون بزات وربطات عنق “مع وجود أجهزة تنصت وأقلام مسيلة للدموع والكثير من بكرات أفلام التصوير ومعدات تستخدم في تصليح أبواب وأقفال وآلاف الدولارات من فئة مئة دولار”.
وفي 18 يونيو 1972 نشرت صحيفة “واشنطن بوست” أول تقرير لها حول هذا الموضوع، والذي كان بقلم الصحفي ألفرد إي لويس الذي يغطي قضايا الشرطة، بمعاونة بوب وودوارد وكارل برنستين.
وتولى المراسلان الشابان القضية بعد ذلك وحققا في تفاصيل الملف وفازا بجائزة “بوليتزر” العريقة للصحيفة من خلال هذه الفضيحة التي أطاحت ريتشارد نيكسون ورئاسته.