دولي

مناورات الصين تقلق تايوان: تحاكي هجوماً أو حصاراً للجزيرة

قالت وزارة الخارجية التايوانية إن بكين واصلت تدريباتها العسكرية واسعة النطاق حول تايوان اليوم السبت، بعد يوم من إرسال جيش التحرير الشعبي الصيني “عدداً قياسياً” من الطائرات الحربية والسفن البحرية إلى مناطق حول الجزيرة.

وعبر العديد من الطائرات والسفن الخط المركزي غير الرسمي في مضيق تايوان الذي يبلغ عرضه 130 كيلومتراً الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين.

وأدان وزيرخارجية تايوان جوزيف وو على موقع تويتر ما وصفه بـ “تصعيد خطير  للتهديد العسكري الذي يعصف بالسلام والاستقرار في المنطقة، ويجب أن تتم إدانته”.

وبجانب التدريبات، أطلق جيش التحرير الشعبي 11 صاروخاً باليستياً تجاه تايوان، حلق أحدها فوق الجزيرة ومر بالقرب من العاصمة تايبيه لأول مرة، كما سقطت خمسة صواريخ أخرى شرق تايوان في المنطقة الاقتصادية الخاصة باليابان، في إشارة اعتبرت على نطاق واسع كتحذير لطوكيو لكي تظل بعيدة عن الصراع.

محاكاة هجوم
وأعلنت تايوان أن التدريبات العسكرية الصينية اليوم السبت، بدت أنها تحاكي هجوماً على جزيرتها الرئيسية في الوقت الذي عبرت فيه سفن وطائرات حربية صينية الخط الأوسط لمضيق تايوان في إطار استعراض متواصل للقوة.

وقال بيان لوزارة الدفاع التايوانية أن الجيش رد بتنظيم دوريات جوية وإرسال سفن بحرية ونشر نظم صواريخ على الأرض وإصدار تحذيرات لاسلكية ، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم السبت.

وأطلقت الصين تدريبات عسكري ضخمة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان يوم الثلاثاء الماضي، كما فرضت عقوبات على بيلوسي وأقاربها المباشرين.

سيناريو الحصار
وتشارك مقاتلات ومروحيات وسفن في المناورات العسكرية الممتدة إلى الأحد، وتهدف إلى محاكاة فرض حصار على تايوان واختبار “الهجوم على أهداف في البحر”، وفق وكالة “شينخوا” الصينية الرسمية.

وهذه المرة الأولى التي تقترب فيها المناورات الصينية إلى هذه الدرجة من تايوان، إذ تجرى تمارين على بعد أقل من 20 كلم من سواحل الجزيرة، وفي خطوة أخرى غير مسبوقة، تشمل المناورات مناطق شرق تايوان تعد ذات أهمية استراتيجية في امداد القوات العسكرية للجزيرة، إضافة الى أي تعزيزات أميركية محتملة في حال تعرضت حليفة واشنطن لهجوم صيني.

وبعدما تردد لمدة طويلة أن “سيناريو الحصار” قد يكون من الاستراتيجيات الصينية المعتمدة في حال الهجوم على الجزيرة، كشفت مناورات هذا الأسبوع جانباً من الجانب العملي لهذه الخطة.

وسيهدف الحصار في حال فرضه، للحؤول دون دخول السفن والطائرات التجارية والحربية الى تايوان أو مغادرتها، ومنع أي قوات أمريكية متمركزة في المنطقة من اسناد الجانب التايواني.

تهدئة التوتر
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن اليوم السبت، للمسؤولين الفلبينيين إصرار بلاده على تهدئة التوترات في مضيق تايوان للحفاظ على أمن المنطقة وضمان الوصول دون عوائق إلى الممر المائي الرئيسي.

وقال بلينكن للصحافيين بعد اجتماعاته مع رئيس الفلبين فرديناند ماركوس الابن، “نقف دائما إلى جانب شركائنا، من المهم التأكيد على ذلك بسبب ما يحدث إلى الشمال من هنا، في مضيق تايوان”.

وشدد بلينكن على أن واشنطن ستبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع بكين، لتفادي أي سوء فهم، أثناء العمل مع المنظمات الإقليمية والحلفاء لضمان تحقيق سلام واستقرار عبر المضيق.

وأضاف “أخبرنا حلفاؤنا وشركاؤنا بمختلف أنحاء المنطقة، بعبارات لا لبس فيها، أنهم يتطلعون لقيادة مسؤولة في الوقت الحالي، لذلك، اسمحوا لي أن أكون واضحا، أمريكا لا تعتقد أن تصعيد الوضع في مصلحة تايوان أو المنطقة أو أمننا القومي”.

زر الذهاب إلى الأعلى