دولي

لوموند: العلاقات بين باريس وطهران في أدنى مستوياتها

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في إشارة إلى اعتقال فرنسيين قبل أيام، إن العودة إلى”الرهائن الأسرى” ستؤدّي بالتأكيد إلى تسميم العلاقات بين باريس وطهران، التي قالت إنها بالفعل في أدنى مستوياتها.

وأكدت الصحيفة أن “هذه الاستفزازات تقضي على أي فرص للتقدم في الملف النووي الإيراني”.

وأعلنت الاستخبارات الإيرانية القبض على مُدرسين أوروبيين بتهمة “زعزعة استقرار البلاد” والسعي إلى “فوضى واضطراب اجتماعي في إيران” بالتعاون مع “أجهزة مخابرات أجنبية”، فيما أكدت باريس أنهما فرنسيان وأدانت بشدّة اعتقالهما، ودعت إلى الإفراج الفوري عنهما.

وفي تحليلها للاعتقال، تحدثت “لوموند” عما أسمته “الصحوة الاجتماعية في إيران”، مُشيرة إلى أنّه منذ انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018 بمبادرة من الرئيس السابق دونالد ترامب، أعيد فرض العقوبات الأمريكية على إيران، ما جر البلاد إلى دوامة تضخم، حيث فقدت العملة المحلية 80% من قيمتها مقابل الدولار، ويقترب مُعدّل التضخم من 40%على أساس سنوي.

وقالت اليومية الفرنسية: “استيقظت الجبهة الاجتماعية.. موظفو الخدمة المدنية وعمال البتروكيماويات وحتى المتقاعدون يُضاعفون التظاهرات ضد تدهور مستوى معيشتهم واستفحال الفساد، الذي ينسبونه إلى نُخب النظام الإيراني، ويرون أنّه بات لا يُطاق على نحو متزايد، وفي طليعة التحدّي، قطاع التعليم الذي يقود الكثير من التظاهرات”.

ووجّهت طهران إلى الفرنسيين اللذين قالت الصحيفة إنهما “أسرى”، تُهمة اللقاء بأعضاء المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، وهي شبكة نقابية تكافح ضد تدهور المعيشة والقمع.

واعتقالا في مطار طهران بينما كانا يستعدان للعودة إلى فرنسا بعد قضاء إجازة خاصة. لكن ملفبهما الشخصيان يكشفان، أن أحدهما كان عضوا في اتحاد نقابات “فورس أوفريير” في فرنسا، والمسؤول عن العلاقات الدولية فيه، ما أثار اهتمام الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إيران.

ودخل الفرنسيان إيران في 29 أبريل (نيسان)، قبل يومين من التعبئة الوطنية في 1 مايو (آيار)  للعمال في قطاع التعليم، حيث اندلعت مسيرات ومظاهرات في ما يقرب من ستين مدينة عبر إحدى وعشرين مقاطعة من البلاد، في مناخ سياسي واجتماعي متوتر.

ووصفت باريس احتجاز مواطنيها في طهران باعتقال بلا أساس. ورجح مراقبون أن يُعقّد ذلك العلاقات بين البلدين مع توقف المحادثات الأوسع على إحياء الاتفاق النووي.

وقال الأمين العام للاتحاد الوطني للتربية والثقافة والتدريب المهني في فرنسا كريستوف لالاند، إنه يُشتبه في أن إحدى الموظفات في الاتحاد وزوجها، هما المعتقلان في إيران بعد قضاء عطلتهما فيها.

وأوضح أنه لا “تأكيد قاطع” لكن هناك “افتراضا قويا” باعتقال زميلته التي قال إن اسمها سيسيل كولر، وهي المندوبة الدولية للاتحاد.

وتتهم جماعات حقوقية إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من دول أخرى بمثل هذه الاعتقالات، لكن طهران دأبت على نفي الاتهامات، ولطالما طالبتها القوى الغربية بالإفراج عن مواطنيها الذين تقول إنهم سجناء سياسيون أو “رهائن” لديها.

زر الذهاب إلى الأعلى