منوعات

رصد اللحظات الأخيرة في حياة كوكب ميت !

رصد علماء الفلك أخيرا بقايا كوكب ميت أثناء تعثره على سطح نجم ميت، ليأكدوا عقودا من التكهنات حول ما يحدث للأنظمة الشمسية التي تصل إلى نهاية حياتها.

وهذه الملاحظات المتفجرة – التي التُقطت بواسطة مرصد Chandra X-ray التابع لناسا – توفر معاينة للمستقبل العنيف الذي قد ينتظر الأرض وشمسها بعد مليارات السنين من الآن، كما كتب الباحثون في دراسة نُشرت في 9 فبراير في مجلة Nature.

وقال معد الدراسة الرئيسي تيم كننغهام، زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة وارويك في المملكة المتحدة، في بيان: “هذا الاكتشاف يقدم أول دليل مباشر على أن الأقزام البيضاء راكمت حاليا بقايا أنظمة الكواكب القديمة. واستقصاء التراكم بهذه الطريقة يقدم لمحة عن المصير المحتمل لآلاف أنظمة الكواكب الخارجية المعروفة، بما في ذلك نظامنا الشمسي”.

وستنهي حياة حوالي 97٪ من جميع النجوم في مجرة ​​درب التبانة كأقزام بيضاء – نوى نجمية بلورية ذابلة تحزم ما يعادل كتلة الشمس في مدار ليس أكبر من الأرض.

وبعد أن يحرق نجم عجوز آخر وقود له، يتحول إلى عملاق أحمر، محطما أي كواكب في النظام الشمسي الداخلي بما يكفي ليكون قريبا. وبعد فترة وجيزة، ألقى النجم طبقاته الخارجية في انفجار هائل للغاز الساخن الذي يجتاح النظام الشمسي. وفي وسط هذه الفوضى يولد قزم أبيض.

ويعتقد العلماء أن الكواكب، أو ما تبقى منها، يمكن أن تستمر في الدوران حول قزم أبيض في كتلة مغبرة تسمى قرص الحطام. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتصاعد هذه البقايا الكوكبية بشكل حلزوني إلى سطح النجم الميت وتصبح جزءا من القزم؛ ووجدت الدراسات السابقة التي تبحث في التركيب الأولي للأقزام البيضاء القريبة آثارا من المعادن الثقيلة مثل الحديد والمغنيسيوم مختلطة في الغلاف الجوي للنجوم الميتة، ما يشير إلى وجود كتل صخرية ملتوية.

وتعتمد تلك الدراسات السابقة على تقنية تسمى التحليل الطيفي – وهي طريقة لدراسة الأطوال الموجية للضوء المنبعث من جسم ما لمعرفة ما يتكون منه هذا الشيء. وعلى هذا النحو، فإن أي دليل على نجوم ميتة تلتهم الكواكب الميتة كان غير مباشر – حتى الآن.

وباستخدام تلسكوب Chandra للأشعة السينية، ركز معدو الدراسة الجديدة على قزم أبيض قريب يسمى G29–38، يقع على بعد حوالي 45 سنة ضوئية في كوكبة الحوت ومعروف أن الغلاف الجوي ملوث بالمعادن. ومع Chandra، عزل الباحثون G29–38 في مجال رؤيتهم وراقبوا علامات انفجارات عالية الطاقة قادمة من سطح القزم، ما يشير إلى حدوث نوع من التأثير.

ومن المؤكد أن الفريق اكتشف بنجاح انبعاثات الأشعة السينية القادمة من القزم الأبيض. ومن سطوع الانفجارات، قاس الفريق حرارة الانفجارات. وقال الباحثون إنهم وجدوا أن البلازما على سطح النجم ارتفعت درجة حرارتها إلى أكثر من 1.8 مليون درجة فهرنهايت (مليون درجة مئوية)، وهو ما يتوافق تماما مع نماذج الأجسام الكوكبية التي تصطدم بالأقزام البيضاء.

وتقدم هذه الملاحظات أول دليل مباشر على أن الأقزام البيضاء تمتص البقايا الصخرية للكواكب التي كانت تدور حولها وتلتهمها. وحدثت ومضات الأشعة السينية بعد مليارات السنين من تكوين النظام الكوكبي لمجموعة G29-38، ما يشير إلى أن مصيرا مشابها يمكن أن ينتظر الأرض عندما تبدأ شمسنا عملها النهائي المحتوم بعد عدة مليارات من السنين من الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى