سياسية

رئيس الجمهورية: البلد تواجهه تحديات عدة خلال العام الجديد

اكد ئيس الجمهورية برهم صالح، اليوم الخميس، ان البلد تواجهه تحديات عدة خلال العام الجديد، وبحاجة إلى وقفة جادة ومعالجة جريئة تؤسس إلى حكم رشيد عادل يضمن الحياة الحرة الكريمة للمواطن.

وقال صالح ، في كلمة خلال حضوره قداس في كنيسة مار يوسف، مساء اليوم الخميس، بمناسبة مولد السيد المسيح (عليه السلام)، إنه “لا بد من تغليب الحوار والمصالحة والتكاتف ونبذ الكراهية والتفرقة”.

وأضاف صالح أن “المسيحيين عانوا طيلة السنوات الماضية من آثار التطرف والإرهاب، وفقد البلد الكثير من طاقاتهم حين اضطروا إلى مغادرة ديارهم وتعرضهم إلى القتل والتشريد على أيدي الظلاميين الإرهابيين”، مشدداً على “ضرورة العمل الجاد على تأمين حياة وعودة المسيحيين مجدداً مكرمين معززين في بلدهم الأصل.. وحماية حقوقهم الدينية والثقافية.. فهم أهل وملح هذا الوطن وهذا ما يشهده التاريخ لهم”.

وأكد أن “البلد تواجهه تحديات عدة خلال العام الجديد، وبحاجة إلى وقفة جادة ومعالجة جريئة تؤسس إلى حكم رشيد عادل يضمن الحياة الحرة الكريمة للمواطن، ويؤسس لدولة مقتدرة ذات سيادة حامية لحقوق مواطنيها وخادمة لهم، وتعيد للعراق بريقه التاريخي والثقافي في العالم والمنطقة”.

وفي ما يلي نص الكلمة:

“بسم الله الرحمن الرحيم

“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ”

صدق الله العظيم

سيداتي سادتي

اخواني واخواتي

بروح الإنسانية والاخوّة والمواطنة، نبارك لأهلنا المسيحيين في العراق وفي العالم، بحلول أعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح. أتشرف أن أكون في هذه الكنيسة كي نحتفل سوياً بهذه المناسبة المباركة وقد أقر مجلس النواب العراقي اعتماد عید میلاد السید المسیح عطلة رسمية للبلاد.

وفي هذا السياق أعبّر عن تقديري وامتناني للكاردينال لمثابرته وإصراره ومتابعته لهذا الملف ولمجلس النواب لتصويتهم على هذا القرار.

إننا وفي هذه المناسبة المجيدة بأمسّ الحاجة، في العالم والعراق خاصة، إلى استلهام القيم الإنسانية والنبيلة التي جاء بها السيد المسيح، والتي رسخها بمفاهيم الحب والتعاون والتسامح من أجل البشرية، ومن اجل أن يسود بينهم روح السلام والتعايش.

نعم.. كما تفضل الكاردينال.. نحن بحاجة إلى لغة المحبة بدلاً من لغة الكراهية والتفرقة.. نحن بحاجة إلى السلام بدلا عن النزاع والصراع.. نحن بحاجة إلى المصالحة والتكاتف والوحدة بدلا عن التناحر والفرقة.

هكذا علمنا السيد المسيح في جميع وصاياه.. وهذا ما نصت عليه كل الأديان السماوية.. وهذا ما يجب أن نكون عليه في عالم ما زال يعاني آلام الحروب والنزاع والتطرف.

كان عام ٢٠٢٠ عاما صعباً عصيباً ومؤلماً، حيث شهدنا فيه جائحة كورونا، شهدنا فيه الأزمة الاقتصادية والمالية، شهدنا فيه تصاعداً للتحديات الأمنية والتوترات الإقليمية والدولية .. وما زلنا نعيش هذه التحديات وهي بحق تحديات جسيمة وخطيرة.

٢٠٢٠ كان عام التحدي وكان أيضا عام استنفار كل ما هو خير في الطبيعة الإنسانية في مواجهة تحديات غير مسبوقة.. لنتفاءل في عامنا الجديد ان نكون بقدر المسؤولية الإنسانية لكل ما فيه خير وسلام للبشرية جمعاء.

نستبشر خيراً بقدوم قداسة البابا فرنسيس في آذار العام المقبل الى العراق، ونقول باسم المسلمين والمسيحيين والايزيدين والصابئة المندائيين وغيرهم من مكونات هذا الوطن، اهلا بقداسته في عراق اور موطن سيدنا إبراهيم أبي الانبياء، في عراق عاصمة الخلافة الإسلامية والإبداع الإنساني عبر التاريخ، في عراق النجف الاشرف، عراق وادي الرافدين، وجبال كردستان ومآثر آشور وبابل وسومر.

سيداتي سادتي

ليس بخافيا على احد أن المسيحيين عانوا طيلة السنوات الماضية من آثار التطرف والإرهاب، حيث فقد العراق الكثير من طاقاتهم حين اضطروا الى مغادرة ديارهم وتعرضهم الى القتل والتشريد على أيدي الظلاميين الإرهابيين.

ولقد شاركهم في هذه المعاناة وهذه المآسي اخوتهم من المكونات العراقية الأخرى.

فالإرهاب والتطرف لا يفرق بين الأديان والقوميات، إذ إنه يستهدف كل ما للإنسانية من صلة.

لذلك لابد من العمل الجاد على تأمين حياة وعودة المسيحيين مجددا مكرمين معززين في بلدهم الاصل.. وحماية حقوقهم الدينية والثقافية.. فهم اهل وملح هذا الوطن وهذا ما يشهده التاريخ لهم، فالعراق عراق التنوع.. وبلا المسيحيين سيفقد حتما هذا التنوع وهذه القوة التي جاءت من تنوع الاديان والقوميات.

نستقبل العام الجديد وامامنا جملة من التحديات لاسيما في العراق.. نحتاج فيها ، كما تفضل الكاردينال، إلى وقفة جادة ومعالجة جريئة تؤسس الى حكم رشيد عادل يضمن الحياة الحرة الكريمة للمواطن، وتؤسس لدولة مقتدرة ذات سيادة حامية لحقوق مواطنيها وخادمة لهم، وتعيد للعراق بريقه التاريخي والثقافي والريادي في العالم والمنطقة.

يقيناً علينا ان نتابع وبجدية لا تهاون فيها مكافحة التطرف والفساد، فهما الوجه الحقيقي للإرهاب.. فالتطرف يميز بين البشر ويسلب منهم روح الاختيار والإرادة.. والفساد يسرق قوت الشعب وينخر الدولة من الداخل حتى يسقط اخر هيبة لها.. لذا فالتطرف والفساد عملة واحدة في قاموس الإرهاب والشر.

لقد استطاع العراقيون أن يحققوا أروع صور البسالة والبطولة في مواجهة الإرهاب والتطرف.. وحققوا بذلك نصرا كبيرا بسواعد أبنائهم وبمساعدة الحلفاء والاصدقاء.. وعلينا اليوم ان نكمل هذا النصر في مكافحة الفساد وتأمين حياة حرة كريمة تليق بجميع العراقيين.

وهذا لن يكون من دون إصلاح حقيقي وبنيوي، وهو مطلب ملّح عبّرت عنه جموع الشعب في اكثر من مناسبة وفي اكثر من مكان، ولا مجال سوى الاستجابة والعمل على تحقيقه.

لنتفاءل بالعام الجديد.. ونتمنى ان يكون نهاية لجائحة كورونا.. وأن يكون بداية لمرحلة جديدة من السلام والوئام في المنطقة وربوع العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى