محلي

تحديات تواجه أُسر التلاميذ مع قرب بدء العام الدراسي الجديد

مع قرب بدء العام الدراسي، تتسابق الأهالي إلى الأسواق لتوفير مستلزمات الدراسة لأبنائهم التلاميذ، فيما تواجه أسراً صعوبة في توفير متطلبات الابناء بسبب الوضع المادي وارتفاع الأسعار.

وزادت الكثير من الأزمات التي عصفت بالبلاد، لا سيما جائحة كورونا، من أعباء العائلة وقدرتها على تعليم أبنائها أو توفير جميع مستلزمات الدراسة، مما جعل كثيراً من الأطفال يعملون ويتسربون من المقاعد الدراسية.

تقرير صحفي للوكالة الرسمية ، سلطت الضوء على أغلب العوائق التي تواجه العائلة مع قرب بدء العام الدراسي، حيث قالت المواطنة إخلاص محمد (أم لتلميذين بمرحلة الابتدائية)، إن “تكلفة شراء مستلزمات زي مدرسي وحقيبة وقرطاسية جديدة لكل تلميذ تبلغ 250 ألف دينار، إذ أن مجانية التعليم في العراق لا تضمن للطالب الحصول على القرطاسية والكتب مجاناً”.

وتابعت محمد: “بالإضافة إلى غياب الجمعيات الداعمة للطلبة والذي جعل كلفة شراء الملابس والقرطاسية عائقاً وحملاً إضافياً على العائلة العراقية”.

شراء الكتب

والدة الطالبة سلوى محمود، أشارت خلال حديثها للوكالة الرسمية، إلى “الأزمة الاقتصادية والدراسة عن بعد وأزمة كورونا وعدم توفير لوازم الكتب الدراسية الجديدة للطلاب من قبل وزارة التربية”، لافتة إلى أن “الكثير من الطلبة يرفضون استخدام كتب قديمة ويشترطون على الأهالي شراء كتب جديدة من الأسواق الخاصة”.

وأضافت، أن “أسعار الكتب المدرسية الجديدة تترواح بين 5 إلى 10 آلاف دينار للكتاب الواحد، فضلاً عن المبالغ الكبيرة التي تخصصها العائلة للقرطاسية بداية كل عام دراسي جديد، فضلاً عن شراء الزي الموحد والحقائب وغيرها من المصاريف التي تجعل مجانية التعليم في العراق مجرد عبارة متداولة لا أكثر”.

الدراسة عن بعد

ترى المواطنة ساهرة (أم لأربعة أبناء)، أن “التعليم عن بعد بالرغم من صعوباته ومتطلباته التي اشترطت توفير إنترنت عالي الجودة وأجهزة إلكترونية حديثة تمكن الطالب من متابعة دروسه، إلا أنها كانت أقل كلفة من التعليم الحضوري فتم توفير مصاريف النقل والقرطاسية والملابس بالإضافة إلى التبرعات المطلوبة من الطلاب لترميم الصفوف والرحلات”.

ولفتت ساهرة، إلى أن “التعليم في تراجع كبير والسبب في ذلك افتقار التعليم الحكومي إلى البنايات المدرسية وارتفاع أجور المدارس الأهلية”، مردفة بالقول: “لذا أجد التعليم عن بعد رحمة بالرغم من كل مشاكله”.

غياب الحلول

من جانبها، نددت مدرسة العلوم في إحدى مدارس الكاظمية المقدسة، بـ”غياب الحلول بعد أن تعسر على الملاك التربوي توفير الكتب المدرسية للطلبة”، مشيرة إلى أنه “في كل عام تواجه المدارس مشكلة قلة أعداد الكتب مما يضطر الأهالي إلى شراء الكتب من الأسواق الخاصة”.

وأوضحت، ان “الملاكات المدرسية تعاني من عدم توفر قاعات ومختبرات حديثة لمواكبة تطور وتقدم التعليم في العالم، فضلاً عن أبنية المدارس التي لا تتوفر فيها سبل الراحة التي تجعل الطالب والمدرس يعملان معاً في بيئة مناسبة”.

البضائع المستوردة

يقول صاحب محل لبيع الملابس في منطقة الكرادة وسط بغداد، إن “الملابس المدرسية المنتشرة في الأسواق أغلبها من مناشئ مختلفة من الصين وتركيا ولا يوجد إلا القليل من المنتوجات العراقية الصنع”.

يضيف، أن “السبب يعود إلى أن البضاعة المحلية أغلى من المستوردة وأقل جودة، لذلك يفضل استيراد البضاعة بدلاً من شرائها محلياً”.

كلف الخياطة للبضاعة المحلية

بدورها، أفصحت صاحبة ورشة خياطة أم رسل، أن “تكلفة خياطة الصدرية الواحدة تصل إلى 6 آلاف دينار كقماش وأجور عمل، إلا أن رفع السعر سببه احتساب كلفة مكائن الخياطة التي تحتاج لكهرباء مستقرة ، ما يستدعي إضافة مبلغ الكهرباء لتشغيلها”.

دعم المنتج المحلي

تقول الباحثة الاجتماعية أسماء، إن “على الحكومة أن تعمل على تعزيز التعليم عن طريق تشجيع المنتوج الوطني وطرحه في الأسواق بأسعار مدعومة لتشجيع الصناعات العراقية والتخفيف عن كاهل العائلة العراقية”.

وأضافت أسماء، خلال حديثها للوكالة الرسمية، أن “غياب الوعي الجمعي بتشجيع المنتج الوطني هو الذي يجعلنا نتراجع في كل مفاصل الحياة”.

زر الذهاب إلى الأعلى