دولي

تبادل اتهامات بين الجزائر والمغرب في الأمم المتحدة

تبادل وزيرا الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة والمغربي ناصر بوريطة في خطابيهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الإثنين الاتهامات بسبب الصحراء الغربية، في وقت لا تزال فيه العلاقات مقطوعة بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الجزائري من على منبر الجمعية العامة إن “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره حتمي وثابت وغير قابل للتقادم”.

وأضاف أن “تنظيم استفتاء حرّ ونزيه لتمكين هذا الشعب الأبي من تقرير مصيره وتحديد مستقبله السياسي، لا يمكن أن يظل إلى الأبد رهينة لتعنت دولة محتلّة أخفقت مراراً وتكراراً في الوفاء بالتزاماتها الدولية”.

وأضاف أنّ بلاده “تسعى دوما بصفتها بلداً جاراً ومراقباً للعملية السياسية، لتكون على الدوام مصدراً للسلم والأمن والاستقرار في جوارها”.

ولم يتأخر الرد المغربي، إذ أكد بوريطة في خطاب مسجل بالفيديو، أن “المشاركة الكثيفة لساكنة الصحراء المغربية في الانتخابات” أخيراً “تجسد تشبثها بالوحدة الترابية للمملكة وانخراطها التام والفعال” في البرامج التنموية التي أطلقتها الرباط في هذه المنطقة.

وأكد بوريطة “جو الهدوء والطمأنينة الذي تشهده منطقة الصحراء”، مستشهداً “بتسجيل المنطقة أعلى نسبة مشاركة في الاستحقاقات على المستوى الوطني بلغت 63 %”.

واعتبر الوزير المغربي أن لا حل لأزمة الصحراء الغربية “إلا في إطار تحمل الجزائر لمسؤوليتها كاملة في المسلسل السياسي للموائد المستديرة وذلك على قدر مسؤوليتها في خلق واستمرار هذا النزاع”.

وأعرب بوريطة عن “قلق المغرب البالغ من الحالة الإنسانية المأسوية لساكنة مخيمات تندوف، حيث تخلى البلد المضيف، الجزائر، عن مسؤولياته لصالح جماعة مسلحة انفصالية، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني”، في إشارة إلى جبهة بوليساريو.

وفي نهاية أغسطس (آب) قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب “الأعمال العدائية” للمملكة ضدها، في قرار اعتبرت الرباط أنه “غير مبرر”.

وفي 22 سبتمبر(أيلول) قررت الجزائر غلق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، “فوراً” .

ولطالما ساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، على خلفية ملف الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءاً من أراضيه، فيما تدعم الجزائر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” التي تطالب باستقلال الإقليم.

وباءت كل محاولات حلّ النزاع بالفشل حتى الآن. ومنذ استقالة هورست كوهلر، آخر مبعوث للأمم المتحدة، في 2019 توقفت المفاوضات الرباعية التي تضم المغرب، وبوليساريو، والجزائر، وموريتانيا.

وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري أعلن سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال أن المملكة وافقت على تعيين الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا مبعوثاً خاصاً جديداً للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ولكن لم يصدر أي قرار رسمي بتعيينه، بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى