سياسية

برهم صالح: الفساد الانتخابي افة خطيرة تهدد السلم المجتمعي

اكد رئيس الجمهورية برهم صالح، اليوم الخميس، ان الفساد الانتخابي افة خطيرة تهدد السلم المجتمعي.

وقال صالح في كلمة متلفزة بمناسبة المصادقة على قانون الانتخابات وتابعتها “تقدم”، انه بعد اقرار قانون الانتخابات والمصادقة عليه من رئاسة الجمهورية، فان الجميع مدعو الى الاسراع في استكمال الاجراءات اللوجستية اللازمة لاجراء الانتخابات ومن بينها التسجيل البايومتري والتنسيق الجاد بين المفوضية والامم المتحدة والرقابة والاشراف لضمان نزاهة الانتخابات، لان ما شهدته الانتخابات السابقة من تزوير قوضت ثقة المواطن بشرعية الانتخابات والنظام القائم”.

واضاف صالح، ان “الفساد الانتخابي افة خطيرة تقوض النظام السياسي وتهدد السلم المجتمعي وهو مترابط مع الفساد الاداري ويكمل بعضهما الاخر ومن حق الاخرين ان يعيشوا حياة كريمة وهذا لن يتحقق الا من خلال بناء دولة قوية تحقق متطلبات الجماهير وتمثلهم حق التمثيل”.

وادناه نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
التزاماً بواجبي الدستوري، صادقتُ على قانون الانتخابات، تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة.
إن اقرارَ هذا القانونِ يأتي بعد سجالٍ طويل، وقد كان اصلاحُ القانونِ الانتخابيِ مطلباً وطنيا لتأمينِ حق العراقيينَ في اختيار ممثلينَ عنهم بعيداً عن الضغوط والابتزاز وسرقة أصواتهم.
نعم، أقرُّ بالتحفظاتِ المسجلةِ على القانونِ المصوتِ عليه في مجلس النواب، ويقيناً لا يمثلُ هذا القانونُ كلَ ما نطمحُ اليه، لكنه في الوقتِ ذاته، يمثلُ تطوراً نحو الافضل، ولبنةً اساسيةً نحوَ طريقِ الإصلاحِ، ويؤكدُ  الاعتبار للشعبِ باعتبارهِ المصدر الأساسي لشرعية الحكم، وصولاً الى الإرادة الحرة للعراقيين في حكمٍ رشيدٍ خادمٍ لهم.
إن مؤسساتِ الدولةِ المعنيةِ مدعوةٌ اليومَ بعد إقرارِ ومصادقةِ قانونِ الانتخاباتِ، الى الإسراعِ في تحقيقِ متطلباتِ إجراءِ انتخاباتٍ مبكرةٍ نزيهةٍ وعادلةٍ في مختلفِ مراحلِ إجرائها، وبما في ذلك التسجيل البايومتري، والعمل على ان يكونَ هناكَ تنسيقٌ فاعلٌ وجادٌ بين الأممِ المتحدةِ والمفوضيةِ المستقلةِ للانتخاباتِ لتأمينِ الرقابةِ والإشرافِ لضمانِ نزاهةِ العملية الانتخابية.
فان ما شهدتهُ العملياتُ الانتخابيةُ السابقة، من طعونٍ وشكوكٍ وهواجسَ كانت سبباً رئيسياً في عزوف المواطنين عن الانتخابات، وقوّضت ثقة المواطنين بشرعيةِ النظامِ القائمِ والعمليةِ الانتخابية برمتها.
إن الفسادَ الانتخابيَ افةٌ خطيرةٌ، فهي تهددُ السلمَ المجتمعيَ والسلامةَ الاقتصادية. فالفسادُ الانتخابيُ والفسادُ الماليُ  مترابطانِ ومتلازمانِ ومتخادمان، ويديمُ أحدهما الاخر.
من حقِ العراقيينَ التمتعِ بخيراتِ بلدهم الوفيرة، وأن يعيشوا حياةً حرةً كريمة، وهذا لن يتحققَ من دونِ بناءِ دولةٍ قويةٍ مقتدرةٍ تمثلُ أصواتَ العراقيينَ بمختلفِ مكوناتهم، وتحققُ لهم حياةً آمنةً ورغيدة.
إننا امامَ مرحلةٍ حساسةٍ وحاسمةٍ من تاريخِ العراقِ الحديث، وعلى الجميعِ من قوىً سياسيةً ومجتمعيةً تحملُ المسؤوليةَ الوطنيةَ المطلوبةَ في تمكينِ جيلٍ سياسيٍ جديدٍ يأخذُ على عاتقه اكمالَ مشروعِ الاصلاحِ المنشود، وفاءً منا للدماءِ الزكيةِ التي اُريقت في طريق الاصلاح والتغيير.
إن العراقَ يستحقُ الكثيرَ، وان العراقيينَ قد عانوا كثيرا وقد ما زالوا .. ولابد من تهيئةِ المناخِ السياسيِ المطلوبِ لرفعِ تلك المعاناةِ وتحقيقِ العدالةِ والانصافِ في اختيارِ حكومةٍ قويةٍ تصونُ السيادةَ وتحفظُ هيبةَ الدولةِ، وهذا ما نتطلعُ اليه من خلالِ هذا القانونِ الانتخابيِ الذي سيمكنُ قطاعاتٍ واسعةٍ من شعبنا في حق الانتخابِ والمشاركةِ ان شاء الله، بعيدا عن ضغوطاتِ وترسباتِ المرحلةِ السابقة، وبعيدا عن التلاعبِ والتزويرِ وسرقةِ أصواتِ المواطنين.
نسأل الله ان يمنَّ على شعبنا بالخير والامنِ والأمان.. ومن الله التوفيق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”

زر الذهاب إلى الأعلى