دولي

مقتل الظواهري يطوي صفحة 11 سبتمبر

طوت الولايات المتحدة الأمريكية صفحة هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 بعد تنفيذها عملية دقيقة أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول، في ضربة نفذت بطائرة مسيرة في الـ 30 من يوليو (تموز) الماضي.

وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن العملية نفذها الـ”سي آي ايه” بعد تعليمات دقيقة تتبعت الإرهابي أيمن الظواهري على مدار فترة طويلة. وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، إن الظواهري كان على شرفة منزله في كابول عندما تم استهدافه بصواريخ “هيلفاير”، بعد ساعة من شروق الشمس في نهاية يوليو (تموز)، وأنه لم يكن هناك جنود أمريكيون على الأرض في أفغانستان.

وتعد الضربة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، أقوى هزيمة للتنظيم منذ اغتيال زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

وفي التفاصيل، يقول مسؤول أمريكي، إن الرئيس بايدن أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ الضربة في 25 يوليو (تموز)، بينما كان في العزل بسبب إصابته بكوفيد.

واعتبر المسؤول الأمريكي وجود الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول “انتهاكاً واضحاً” لاتفاق الدوحة الذي وقعته طالبان مع الولايات المتحدة عام 2020 ومهد الطريق للانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وهذه الغارة هي الأولى للولايات المتحدة على هدف للقاعدة في أفغانستان منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في 31 أغسطس (آب) 2021.

طي صفحة “11 سبتمبر”
وعقب العملية، أطل بايدن في خطاب تلفزيوني، قال فيه، إنه يأمل أن يساعد مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر على “طي الصفحة”.

وأضاف الرئيس الأمريكي، “آمل أن يسمح لهم هذا الإجراء الحاسم بطي الصفحة” على هذه الهجمات التي خطط لها تنظيم القاعدة وزعيمه حينها أسامة بن لادن الذي خلفه الظواهري.

بصمات استخباراتية
وتولت المخابرات الأمريكية العملية، لأسباب عديدة. وبحسب مسؤول في الوكالة، فإن الهدف من وراء تولي المهمة من قبل جهاز المخابرات هو الحفاظ على سريتها المطلقة.

ومن الأسباب أيضاً، هو أن الجيش الأمريكي لا يجري عمليات على الأرض في أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة التزاماً بالاتفاقات الموقعة مع طالبان في الدوحة.

وقال الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية، ميك ميلروي، في تعقيب على العملية، إن الضربة الناجحة التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، كانت نتيجة لساعات لا تعد ولا تحصى من العمل”.

“الشرفة”
وكان لعادة وقوف الإرهابي أيمن الظواهري “على شرفته دور كبير في إنجاح العملية، فهي أسهمت للولايات المتحدة بمراقبته والتأكد من هويته”، حسب ما نقلته رويترز.

صاروخ هيلفاير
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن الضربة نفذت بصاروخ “هيلفاير” المتطور، وهو من نوع جو-أرض، ويتميز بالدقة، ويطلق من طائرة مسيرة ويبلغ وزنه 45 كلغم. ويعد الصاروخ من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن” ويصل مداه إلى 49 كيلومتراً كحد أقصى، وهو موجه بالرادار والليزر.

ويتميز الصاروخ الدقيق، الذي أنهى مسيرة زعيم القاعدة أيمن الظواهري بقدرته على تنفيذ ضربات دقيقة متعددة المهام والأهداف المتعددة، ويمكن أيضاً إطلاقه من منصات جوية وبحرية وأرضية متعددة، بما في ذلك طائرة “بريداتور” المسيرة.

لم تدخر الولايات المتحدة جهداً في الوصول إلى أخطر رجل في تنظيم القاعدة، ورصدت مكافأة ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن موقعه، بلغت قيمتها 25 مليون دولار.

كان آخر ظهور للإرهابي أيمن الظواهري منذ قرابة عام، حينما أطل بكلمة في ذكرى هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001.

أصبح الظواهري في دائرة الاستهداف المباشرة بعد أن تولى قيادة تنظيم القاعدة في أعقاب مقتل بن لادن على أيدي قوات أمريكية في الثاني من مايو (أيار) 2011. وقبل ذلك كان ينظر للظواهري على أنه الساعد الأيمن لبن لادن والمنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة.

ويشير الخبراء إلى أن الظواهري كان أحد المخططين الكبار لهجمات 11 سبتمبر. وبحسب التقارير الأمريكية فإن، اسمه حل ثانياً بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من “أهم الإرهابيين المطلوبين” للولايات المتحدة.

ضربة سابقة
لم تكن الضربة الأخيرة، هي الأولى التي تحاول من خلالها الولايات المتحدة، اغتيال الظواهري. ففي يناير (كانون الثاني) 2006 استهدف زعيم القاعدة بضربة صاروخية أمريكية بالقرب من الحدود الباكستانية مع أفغانستان، لكنه نجا منها وقتل فيها 4 من معاونيه في العملية.

وعقب العملية، خرج الظواهري عبر بث مسجل متحدياً الرئيس الأمريكي جورج بوش آنذاك بأنه لا هو ولا “كل القوى على الأرض” يمكن يقتلوه إن لم يكن مقدراً له ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى